أمر على دمي
عبد الحميد شوقي
شاعر من المغرب
أمر على دمي:
بلدٌ يسحّ،
صنوبر يختال في لغتي
وأشجار من الوجدانِ
تكبر تحت نافذتي..
هنا خبز كفيف
لم يجد عكازة للمشي نحو مدينتي،
وهناك أقربَ من يدي
أفقٌ كسيحٌ لم يجد قمرا
ليركض حيث لا تخشى الفراشاتُ
انعطاف الغيمِ
فوق سنابل اليوم البهيج
وحين تشرد في كتاباتي
طيورُ البطِّ والجملُ الأليفةُ
والليالي المستعادةُ من فمي،
فلأنني لا أشبه الجثث القديمةَ
في كلام الأولياء
ولا أفتّت خبزهم
لأصيدَ يوما عاشه الأمواتُ
قبل هوائيَ الطفليَّ،
قبل خروج حلمي من خيال غريزة ستقودني
نحو احتمال الاكتمال
ونحو طفلٍ ربما سأكونه
أو ربما لا شيء
مما جاء في القدر الذي سأخونه،
ولأنني لا أنتمي إلا لضوءٍ
يشبه اعترافا ماجنا سأصونه..
يوما صحوتُ
ولم أجد يوما يليق بكبريائي
فتمردت علي
لأنني قد لا أليق بكبرياء امرأةٍ
كانت تذوِّب ضلعها ليلا
وتطعمني حكايات ستزرع في يدي
شجرا.. طريقا.. عزلةً.. مطرا
وذاكرةً لموتى لم يموتوا
وأحياءَ سيأتون إلى الموتِ
بزهر كان يقرأ
ما يُدين الميتين لأنهم
طبعوا على شفة الحياة روائحَ الموت التي
تنسل من ريق الهواء إلى رضاب الأغنيات..!
عذراً التعليقات مغلقة