المصباح الكهربائي في غرفتك البعيدة.. قصيدة للشاعرة السورية عبير سليمان

22 يوليو 2018
المصباح الكهربائي في غرفتك البعيدة..  قصيدة للشاعرة السورية عبير سليمان

 

 

“المصباح الكهربائي في غرفتك البعيدة “

عبير سليمان

شاعرة من سوريا

كُلُّ نظرةُ عينٍ رسولة لربٍّ يسكن أعماقنا؛

نظرة طيبة و أُخرى لئيمة،

أولى قادرة وثانية مسكينة،

مرّة فَرِحة و مرّة حزينة..

العينُ نبعُ رُسُلٍ لا يبشّرون بعقيدة واحدةٍ،

أما النفسُ؛

فمجمّعٌ آلهة تتجادلُ حول المُلكِ بلا كلل

أحياناً تتفق

وأحياناً تتحارب.

**
مثل الهواء

أبدو لا مرئية  لمن يعيشون حولي؛

لا أتركُ فراغاً حين أغيبُ

لا أملأ فراغاً حين أحضر،

و مثل الهواء تماماً:

من دون أن يختاروا

يتنفّسونني..
**
الطيبون يمدّون لك يداً ثابتةً كيد الله في يقين الأولياء؛

لا يكسرها حِمْلٌ و لا تثنيها عاصفة ،

تلمحها يوم تقتربُ من التيه أو الغرق أو السقوط.

إن مَرّةً حاولتَ أن تفهم سرّ بقاء الطيبين حولك رغم ضعفك وهزائمك،

ستلمع في الذاكرة صورة يدكَ؛

يدُك التي فيما مضى مددتَها

لِمنْكان يحاول أن ينجو

**
الأعراف
تلك الراهبة  الكئيبة؛

كم نشتمها سِرّاً و كم نبجّلها علانية!

الحرية
تلك الغانية اللعينة ؛

كم نشتهيها سِراً

وكم
نشتمها علانية!

**
أريد أن أكسرَ المصباح الكهربائي اللعين في

غرفتك البعيدة؛

المصباح الذي يُشعُّالآن كبدرٍ خصيب،

يرشّ التحايا و الأغنيات على الساهرين في الشرفات

و العابرين في الشارع،

يتبادل الأنخاب مع السكارى في الحانة،

يضحكُ ويرقصُ لصبايا الحيّ و لجميلات الأحياء المجاورة..

أريدُ أن أكسر مصباحك العاق،

الشرير،
الأعمى،
لا ينتبه للعتمة؛

ما أغزرها في غرفتي!


التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com