لا عــزاء لي
عزيزة رحموني
شاعرة من المغرب
من كَفّ أبي
انزلقتْ أصابعي
منذ ذلك الحين والسكين في جوفي
من يومها تُفَجّرني أصوات العزاء
تخْـترقُني الرياح وتطْعن قلبي
هل يحتاجُ الموتُ أبي؟
موتي يتجزّأ قبل الموت
كلَّ لحظةٍ يترصدني
في كُل اللحظات
فيّ يعيشُ باستمرار
مثل الظلام الغامض
مثل البئر
حيث جَـفّ الحُلم… جَيفّ… لمْ يعُد هناك حُـلم
باردة مواسم موتي
مفتوحة تُطل فيّ ومِنّي
هذا كل ما أعْرفُه
كُلّ البئر تعْرف أنّها في عمْقها تعيش
لكِنّ عمْقي يعيش موتي
ويسأل هل من مزيد
في صمْت الّليل
تَـنْبُتُ جُدران لليلي
تتكاثفُ… عَلَيّ تهوي
عنيدة طوال ليلي
تحرق ناري الباردة
من دون سبب تعود دائما
كوابيسي القديمة
لا كابوسَ يُعَدُّ سخيفًا
ضائعًا في الكون
كُلّ الكوابيس تُحِسّ جوعًا للواقع
تَـشْغَل الواقع
تنمو
تصبح اعترافاً بالدّيْن
تدق دائما ساعة دفعه
حبْل سِري
لمْ ينْقَطِع بعْد
كالخاتم ارْتَهَن شمسي
ولا يزالُ دَمُ الغموض في دمي يدُور
و دمَي في الّليل المُحيط
تغْرَق أطرافُه
يوليوز 2018
خاص بصحيفة قريش/ ملحق- ثقافات وآداب
وجودية الموت تسترىح في متاهاتها..إنها الذات تخاطب ذاتها..لغة الشعر تجاوزت المجازات بغمار الانزياحات، في باحات الارتياح وبوه الضعف المفطور