أمينة المريني شاعرة مغربية توقد طين.. رمَاد البَدْء

12 أغسطس 2018
 أمينة المريني شاعرة مغربية توقد طين.. رمَاد البَدْء

                              

رمَادُ البَدْء

أمينة المريني

——–

شاعرة من المغرب

قد كنتُ خاماً

ووقْدُ الطّين

لوّاحُ

لا القدُّ بانٌ

ولا الخدّانِ

تفاحُ

ولا العيُون

التي في وَثْبِها

رَشَأٌ

وفيْنَ وعْدًا

ووعدُ الغِيد

ذبّاحُ

ولا الشموسُ

على الغمّازتين

دُجىً

يسيل من صَحْوها

في الرّقص أقداحُ

عصرتَ هذا البهاءَ

الشّهد ، من زَبد

كيف البهاءُ

من الصّلصال

ينداحُ؟

من دون كفّكَ

هذا الكونُ مُنطفئٌ

إني اشتعلتُ

رمادُ الحال

فضّاحُ

أعتقْ جليسَكَ

هذي النّار

تبعثُني، تفنى

على  بَردِها

في  القُرب

أرواحُ

العينُ في خُضرة

النّايات

هامِيةٌ

من سَوْرة البعد

هذا الطّرفُ

بَوّاحُ

لا أُنسَ

غير الذي رقرَقتَ

يا وَلهِي

لا شوقَ

غير الذي

يُمليه صدّاحُ

لا وصْلَ يُنبِت

هذا القلبُ

في كبَدٍ

إلا الذي بِالرّضى

يَسقيه جرّاحُ

والوجدُ يفضحُ

في المجدُوب

حُرْقَتَهُ

كأن خِرقتَهُ

في اللّيلِ

مصباحُ

فهاتِ كَرمكَ

إن العُمرَ

فاصلةٌ

والكأسُ أحلَى

إذا ما المُرُّ

يجتاحُ

هجرتُ هذا السِّوَى

هل أبلُغَنْ

سَكَني

كيف الحِجابُ

إلى المَحْبوب

ينزاحُ؟

وكيف أسلُكُ

لا وصفٌ يُقَرِّبُني

ولا المدارجُ

في مرآك مِسْمَاحُ؟

صحراءُ صدِّكَ

هذا الرُّوحُ

تعبُرُها

والنخلُ أقفرَ

والحادُونَ

قد راحُوا

فأَرْخِ ستْرَكَ

إن الوجهَ

يُورِقُ بي

كأنَّهُ في سَرابِ

الوَعْدِ إصْبَاحُ

يُضِيئُ لا نارَ

قد مسّتْ معارِجَهُ

والسّلسَبِيلُ

من الأنوارِ

نضّاحُ

فذاك مَن في عُروش

القلب منزلُهُ

تُراقُ في حُبِّه

بيضٌ وأرماحُ

ولو بدتْ ذرّةٌ

من شمس طُرّتِهِ

لخرَّ من سِحرهِ

شمسٌ وأدواحُ

فكيف أحزنُ

إن غامتْ مفاتِنُهُ

وفي الظُّهورِ

لسانُ الحُسنِ

شرّاحُ؟

فزِدْ فؤَادِي

ضلالاً في مَحبّتِكُم

إني فُتِنْتُ

فأين الكأسُ والرّاحُ؟

فاس –  8 نيسان/ أبريل 2018

 

—————

 

قصيدة  خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com