قصيدتان
عبد العزيز كوكاس
شاعر من المغرب
امتداح الحريـــــة
الحرية غواية القنديل لسذاجة الفراش.. شهيد النور
قدرة الهواء والضوء على التسلل إلى غرفة الزنزانة من ثقب لا يلجه غير المفتاح الحارس
الشق الذي يسمح للماء أو حمم البركان بالتنفيس عن ازدحام المنتظرين للهجرة إلى أقاليم أخرى..
قطرة الندى التي تزرع الحياة في خد الورد.
تلك الفجوة الدقيقة التي تحافظ عليها حشود النمل لتنجو من قدر حوادث السير.
الحرية لحظة بياض في حياة شعب بين موت حاكم وميلاد حاكم.
بسمة منحدرة مثل شلال.. رائحة قبلة جريحة هي،
استرخاء العدم الذي يمنح صوتي لحنا يشبه لون شعر حبيبتي..
ملامسة فراشة، مساء دان من شرفة الله..
الحرية دقات قلب العاشق حين يرى خيال عشيقته في أوجه كل المسافرين بمحطة القطار
هي إحساس المجداف بأنين ماء البحر،
أسف السراج لطيش الفراش المنجذب لشرفته.
ظل راقصة تدغدغه لمسات الريح..
أمل استنبت صخرة على حافة شديدة الاندحار.
رحم الأرض هي.. زغرودة تنزلق من لسان امرأة تعد البسمة والخبز للنائمين
في بطون الحلم والغبار وأغوار البحار
الحرية نافذة ساخنة.. دليل الغواية يجوس في دمي
جسد رخامي يتكئ على لوحة الجدار المتشقق..
أسى عميق يضيء عتمات عينيك،
غفوة حارس في مرآب ليلي، أو في أقبية السراديب..
الحرية غمزة ضوء الشمعة الأخيرة حين يتكئ على راحتها صمت العالم.
حيرة الأبيض
أريد للأبيض اليوم أن يستريح من تعب الموتى
ومشجب الانتظار، وينسل من ظل الأشياء..
أن يخرج من سرير غرفة الإنعاش وفوضى النهار،
يحرر أحلامه من أحزان منديل الوداع.
أريد للبياض أن يلهو قليلا بعيدا عن الواجبات الثقيلة..
أن يصاحب الثلج حين يذوب في النهر
أو يغير مذاق الملح وطعم السكر في فم الصغار.
أريد للأبيض أن يُعيد للونه كامل البهاء، وما تفرضه لياقة الحضور..
أن يطلق العنان لساقه الرقيقة لاصطياد الفراشات الفاتنة وأحلام الهواء.
ويخلص نفسه من جرائم الياقات البيضاء
كن فتكون أيها الأبيض، خارج ثقب الفراغ وشبح الأشياء
سيد الألوان أو القادم من المجهول خارج هوس الخلود.
قصيدتان خاصتان بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب
رائع. نتمنى لكم المزيد من التوفيق. ونامل ان نسمع المزيد من ابداعاتكم.