القاصة السورية ماجدولين الرفاعي تكتب .. ليستمر الحلم

29 أغسطس 2018
القاصة السورية ماجدولين الرفاعي تكتب .. ليستمر الحلم

 

ليستمر الحلم

 

ماجدولين الرفاعي

———-

قاصة من سورية

 

لو كنت أعرف أن الوداع يلتف مثل المشنقة حول جيد وجودنا معاً، لاخترت الغياب بطلقة نسيان واحدة تريح أدمغتنا المتعبة من التفكير في شكل النهايات وكيف سنرتقها ان لعبت الريح بها ذات خيبة ومزقتها .. لم تكن النهايات واضحة، ولم يكن بالحسبان أن يخطط لنا الزمن طُرقنا وممرات خطانا على مزاجه، اذ كنا واثقين من قدرتنا الخارقة على هندسة المستقبل، ذاك المستقبل الذي تركنا كأطفال مشردين نمضغ حسراتنا وما تبقى من ثراء اللحظات الارستقراطية في المدن التي كساها الغبار ..

وكنت أعرف، أنك لست أنت ذاك المسجى في مقبرة النسيان فمثلك لايموت. أتدري..؟ مازال لمعطفك المعلق على مشجب ذاكرتي رائحة خرافية لايمكن وصفها، تنتشر في ميدان استحضار الاشياء والأماكن والمواويل الخالدة في ثنايا الروح وتعرجات التاريخ وممراته.. التاريخ، الذي كتبناه نحن كإلياذة هوميروس، فصارت كل حكاية أسطورة  تاريخية، لها أبطالها وأزمنتها إنها القدرة الخارقة على تحويل كل مافي أيدينا إلى قناديل يستدل بها الغرباء على طرقات مدينتنا..

كنت أردد دائما، ياصاحب الظل الطويل، أن ضحكتك لوحدها مدينة مكتملة، لاتغيب شمسها، ولاتنام عنادلها واقمارها، وأن ظلك لاينام قبل ان يدور حول سريري عدة دورات وهو يحمل قنديله بيده .. ولكن, لم أخبرهم عن عمد, اوربما خجلت من معرفة الجميع، بأنني لا أحسن النوم قبل أن تلمس أصابعي، دفء جبهتك، وقبل أن تلامس أنفاسك وجنتيّ، فاطمئن أنك بخير ثم أغفو بدلال في سرير الأحلام.. دعنا إذاً نستمر في الحلم، طالما الحقيقة موحشة أكثر مما كنا نظن، وربما ذات زوبعة تعود مدننا الوارفة إلينا ولو مصفرة ومكسوة بالغبار.

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com