بوابة العبور
ندى الحاج
———–
شاعرة من لبنان
أدوس أطراف الأفئدة المتدلّية من سنين زرقاء
من أنامل انطوت فيها العناقيد
من زوايا خفية في ممرات الحنين
من دهشات الحوافر في الظلمات
أدوس حروف الأمس بالصمت وتوْق الرؤى
من غياب إلى غياب أصبو
من فرح إلى فرح
وأصرخ عند بوّابة العصور
“ها أنذا أعود !
ها أنا أنسحق لأقوم
ها أنا أتوالد
اشهدن عليَّ يا بنات السماء والأرض!
أمدُّ يدي من السحيق من السحيق إلى العابر المجهول
أنثني ، أتدثَّر وألتحق بالطيور
أحتل الأغصان وأشربُ الهواء من الثغور
اشهدْنَ عليّ يا بنات السواقي
أرتوي من حصى الدوائر
وتشتعل في راحتيّ الأجراس
انثرْنَ الرياحين
تمتِمْنَ الصلوات
لا ، لم أختف بعد !
ها أنا أحلِّق فوق جسدي
أمتشق خطوط اليدين على صفحات الأنهار
ها أني أرى الذهب
والذهب يراني
عدتُ ولم أجفل بعد !
على صوت الصفير والهدير والهمْس
من حاضرٍ عتيق إلى ماضٍ جديد
إلى غربةٍ تسكنها غربة في جوفها غربة
طنينها كاسر
رحيقها مفترس
عدتُ وطعم الولادة يلحّ “.
كما لو أني أدوسُ الأرض في المنام
لو أني أنفخُ في الماء عند كلّ نفَس
لا أرى سوى دوائر في العتمة
بيضاء ومن كلّ الألوان
أتوه فيها كما في أول الزمان
أطفالاً نبقى ، أطفالاً نعود
كأننا لم نعبُر ولم نتشرّد
تيهٌ ما بعده تيه
ونعود أصغر من بؤبؤٍ تلده دهشة.
========
قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب
عذراً التعليقات مغلقة