تمثال عازف العود .. قصيدة للشاعر الجزائري عبدالحفيظ بن جلولي

11 أغسطس 2018
تمثال عازف العود .. قصيدة للشاعر الجزائري عبدالحفيظ بن جلولي

تمثال عازف العود

عبدالحفيظ بن جلولي


الجزائر


إلى العازف المهاجر “علاّ” حيث باريس سكنت وجهه العائد إلى الرّمل.

من نافذة تطلّ على الممرّات

على الأزقة 

على حرج المشاة الحفاة

عد واشرب من قارورة العمر

والأوجه حين تلتقي فوق السطوح

تتبادل كلام الزمن 

ودقات الطبول في أعراس المواسم..

كان يمرّ أمام النبض

يعرج في مشيته

يحلم بالزقاق يطول حتى يبلغ ورشة النضج

كان حلما يمشي بين يدين سائحتين

يبني في الليل عشا للرمل

وفي الصباح يغني لأصابع

تمتدّ في الهامش الغريب.. 

نحو صالون الحياة بلا مطارح 

نجلس وليس في الدكان علبة شاي

في أنفاسنا تنفخ مزامير الكلمات

في حيّنا رأيت الفقراء يرقصون

يعرجون في جلابيب رمادية

في الهواء يرتق الدرويش مأتم الحرّية

لا يتكلمون

كنا فقط البارحة نخيط براقع الأسرار..

في الحي يموت العجوز 

فتبيع الدكاكين شيئا من أوراقه

كان يكتب على بقايا كاغظ حملته الرّياح

أنّ الأمكنة لا تملكها الجهات

والتاريخ لا يحمله الناس..

نحن على تجاعيدنا 

نَحَتَ الوقت وطنا

وِجهةً ترقد على كفّ المطر

وأحداث لم تكن على هامش غوايتنا..

نحن من قرأنا على العطش أوراد مائنا

صففنا أرصفة العمر 

ورجمنا النهر بخلع نعالنا

وفي الخلوة 

هناك حيث تحيا الأسماء

سلك الدرويش طريق الماء

جمع الأوجه في مساء النشوة..

وعلى الرّكح 

كان وحده الجسد يدفع ضريبة البوح

كان وحده،، 

يرقص كأنّه الذبيح 

يحلم كأنّه الطفل

يرسم كأنّ بيده فرشاة ولون

يغنّي كأنّ حنجرة نزلت من علياء الوتر

يسمّي قنطرة المنفى: نغم

ويؤجّج في الكلام “طواسين” 

كم أنت غامض يا عابر السكون !

اخلع عينيك وانظر في السطور

سترى بدمك سفاهة..

فتنة..

سترى:

من أجهزوا على الورود بتراب القبور. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com