حكاية عن هويته الفكرية
سميرة رامي
——–
كاتبة من المغرب
عندما تناهى إلى سمعي الخبر، تسمرت مكاني، وبدأت أسرد حكاية فلان باع أطروحته لأنه يحتاج مالا ليعيش …لم أستطع استيعاب الفكرة وأحسست بصداع في رأسي وآلام تمزقني، كيف يبيع أطروحته الذي اشتغل عليها لسنوات وعانى من أجلها ……..إذا ما باع الإنسان أطروحته فقد باع ثقافته ويبيع بذلك هويته الفكرية ألم نتعلم لكي نحب الوطن ونحيا على أمل أن نرقى ونعمل، جاهدين لرقي أوطاننا، فإذا ما تخلى الإنسان عن هويته فهل لوطنه أملا فيه….
لقد درس، وحصل على أعلى مستويات الدراسة، ولكنه رسب في أسوء امتحان للحياة و اول درس في دروبها فقد قدم افكاره و ثقافته و كل ما لديه ليس لينمو ولا ليسمو ولا لرقي بلده بل ليخادع آخرين لا يستطيعون شيئا حيال أمر كهذا فهذا الذي لا دواء له هل نعيده طفلا لنهمس في أذنه كلا لا تفعل ….تمنيت اني لم أسمع مثل هذا الشيء لأني استطيع ان انزل الدرج ادراجا و اذهب حيث لا امل في عودتي …
هل لي ان أحادثه ….يا إنسان….الم نتعلم من امهاتنا ان من فرط في شبر من ارضه فقد فرط في عرضه….و ان ما لك فهو لك و ان تعطي مما لديك لا ان تبيع فكرك لا ان تخادع نفسك الم نتعلم ان الخداع لا فائدة منه و لا رجاء لكلاهما فالأول باع و الثاني لا قيمة للذي اشتراه فقد اشتراه بأبخس ثمن…..و انه من انذل الخصال نعيب على المومس بيع نفسها أو لا نعيب على الإنسان بيع افكاره …..هويته الفكرية…. من اجل مصلحة ما….
لقد قرات ان الانسان قد يغير اسلوبه في الحياة اذا لم اراد النجاح لا ان يغير مبادئه لان المبادئ إذا ما تغيرت انهار الشخص و هوى ….
و اتساءل مرة اخرى الذي يبيع افكاره هل له مبادئ يتشبث بها رغم تغير الزمن ام انه دمرها ودمر كل شيء جميل صائب حتى غدا لا يفقه في الحياة سوى الاكل و الشرب و النوم….هيهات للإنسان ان يتعلم و هو لم يعد طفلا ولا شابا يعظه ابوه بل اضحى ابا و اخا …… اخاف ان يكون الوقت قد فات و انه لم يعد مجالا للهوة و ان السفينة قد شقت طريقها…..
الذي يبيع اطروحته لكي يعيش لم استطع ان اجد له عذرا و ان كان في فقر مدقع لا يتحمله فكيف لإنسان تعلم درس حصل على مستوى عال ويتقاضى اجرا لم يكن ليحلم به ……
عندما كنا صغارا كنا نسمع انه من لا يتعب لا يرتاح في حياته ومن لا يجد لا ينجح و قد عرفت ان من وجد كل شيء في الحياة سهلا استرخص كل شيء……
– أي تشابه في الأسماء أو الأحداث هو من محض الصدفة.
——-
قصة قصيرة ، خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب
عذراً التعليقات مغلقة