حين أقشرُ جلدَ العالم..  قصيدة للشاعرة المغربية حسنة أولهاشمي

حين أقشر جلد العالم

حسنة أولهاشمي

———

شاعرة من المغرب

كالطفل  الذي  يأكل  قطعة  الحلوى 
ولا تعنيه  لذتها
أكثر مما تستهويه 
لحظة  نزع  حبة اللوز المثبتة  وسطها
حالي
حين  يأكل  الليل  بنَهم  عظام  الحكايا
وتستفرد  مخيلتي  بنخاعها
نخاعها  الذي  كان  قبْلا
قُبَلا  تسيح  من  عيون
غيمة  عطشى

غيمة  لفظتها  يد  السماء  مبكرا

لتتلقفها  بنهم  ثغور  العصافير الصغيرة

يبتل  صوتها  على  صدري

فنمطر معا جرحا  أليفا

العابرون  من  جسر دمي

هل  يدركون

أنني حين أقشر جلد العالم

أغرس في مسامه  شجيرات  عصية

فواكها

غير  قابلة  للقضم ؟؟

أيها العابرون من  جسر  دمي

لا  تنسوا

أن  الليل  الذي  يسيح  من  قبضتكم

هو طين نهارات  كبريائي

به  أخاتل  الموت  عند  مطلع  الضمور

أسوقه  بدلال

إلى  آخر نقظة  ضئيلة

في  معبر الحب

لينجبني  شعاع  الحياة ..

العابرون  من  جسر  موتي

قبل  أن  أغادر  ظلي

سأملأ  حلقي  بشعر  “سيلفيا بلاث “

أضع  وردا  على  خصر  اللغة

أدع  الكلام  يرتعش

كما  ترتعش  كسرة  الخبز

المدهونة  بدفء  فاتر

في  يد  أمي  كل  صباح

في  طريقها  إلى  فمي

تنزاح  جهة  الخد

تبتسم  الشمس

وأصبح  أما  لصغار  نجوم

معا  نرضع  من  ثدي  السماء

حليب  الصمت ..

========

قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب