مــزاد
العربي غجو
شاعر من المغرب
على قارعة الطريق
أبيع شعري
..
يقف. شحاذ
يقف. شحاذ
متأملا الحروف
بدم بارد
حروف عارية
حروف باردة
يسكنها الأنين
تسكنها الرياح
على قارعة الطريق
أقف عاريا
يا سادة
هذه قصائدي
عجنتها بدم الغزال
سكبتها في قوارير
من. عسل
نزت قطراته
من سقوف جنة عدن
أبيع قصائدي يا سادة
بثمن بخس
دراهم معدودات
شعري مترع
بأشواق سندباد
الدفينة
شعري
بطاقة سفر مجانية
شعري
بطاقة سفر مجانية
نحو جزر الشمس العاصفة
نحو طفولة عابثة
إقص شعرها
كل صباح
لتنمو ورودها
خارج أسلاك اللغة
شعري يا سادة
عبق برائحة اللبلاب
بعربدة السكارى
بأنين الحيارى
بعواء صحف مصلوبة
على أرصفة العهر
شعري يعبث بدمه
مثلما تعبث
النسور بصغارها
كما يعبث الصفصاف
بأحلام طيوره المستحيلة
أقف على قارعة الحياة
مجردا من كل شيء
من أفكاري
التي غسلتها البارحة
في نهر الرغبة المنساب
في قصائد
لا يسبح في جدولها
إلا العابرون
خلسة من شوارع قلبي
مجردا من لغتي
علمني بحار الجزر البعيدة
أن سلال الضوء
وحدائق المرجان
وصهيل الخيول
تلقي بها الأمواج
في غفلة الصياد
علمني بحار
أن الرماح والسيوف
هي هبة السماء
وأن الحرب ليست ضرورة
حين يخلف عاشقان موعدهما
مع القمر
أحتسي قهوتي
وأدل الرصيف على الأمتعة
أدله على الحقائب
التي تنتظر عودة الشاعر
في العربة الأخيرة من قطار
الفرص الضائعة
أدل الجثث الهاجعة
في صقيع مخيلتي
على فرصة ثانية للحياة
حيث تنمو الزهور
في أسفل الذاكرة
ويصحو صوت “إديث بياف”
مترنحا وكسولا
على جسر “السان ميشيل“
مراكش
11 آب/ أغسطس 2018
قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب
عذراً التعليقات مغلقة