يَدِي فَارِغَةٌ مِنَ الْمَاءْ
صالح لبريني
شاعر من المغرب
يدي فارغة من الماء
الريح تصهل بعطش الجرار
السماء منكسة غيومها
والأرض ما عادت تبكي خطو التائهين
في
مسالك
العدم
لي
وطن ضيِّق
وأحلام عليلة بربْو الحياة
وتلك الجبال خانتها ثلوج الله
فماتت الجذور في عروق الشجر
وبات الليل يكتب سيرة النزيف
وبقيت وحدي أحمل تعب الأرض
وأمجّ نشيد النهار
وكل الكمنجات تنام عارية من الفرح
كل النايات فارغة من حنين القطيع
لمحبة السهوب
وكل الأفواه ظامئة للغناء
*********************
يدي فارغة من الماء
وجذر الحياة تخنقه الكثبان
وأنا وحيد البراري
أحرس الغيوم العابرات سماء الظهيرة
وأطوي الأرض العطشى بخطو سافر التّيه
حيث الفراغ ينشد الهباء
والأنهر السابحات في الرّمل تغنّي
حسرة الخيزران
نحافة المجاري صوب البحر
عودة الطيّور فارغة الحوصلات
الفلّاحين المتعبين من شقوق الأرض
يدي فارغة من الماء
و لا سماء فوقي تلد الغيوم
*********************
يدي فارغة من الماء
صوتي مبحوح
وهذا الوطن يطرد الغيم
من سمائي
وأرضي جفاها الربيع حين
ربيع اليأس ندائي
*********************
يدي فارغة من الماء
و ما في الجُبّ غيرُ رشفة جائحه
بين السرير والسيّارة غبار منام
وبعض لهاث ممزوج ببحّة قاتمه
تحملني يد الحياة إلى جحيم العطش
وبي
رغبة
للماء
جامحه
بي حنين يسرق النهار من فم الليل
ويضحك في وجه الذاكره
بي ما بي
من أسف سامق في بلعوم الجسد
من نزيف يزهر في قبو النسيان
أنّة نائحه
= = =
قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب
عذراً التعليقات مغلقة