ظـل
أمينة الصنهاجي
__________________
شاعرة من المغرب
متأكدة أن هذا الظل نداء قديم.
ظل توغل في التيه حتى احتدت
ملامحه و استقرت بهذا الشكل المغري ؛ الذي يجمع بين الطفولة و الشيخوخة .
الحكمة و الجنون
الرزانة و الطيش
جمع متناغم سلس يصيب كل من
قابله بالارتباك و الحب..
هذا الظل تعالى في الظهور
حتى لم يعد في حاجة للشمس كي يكون ..
و لا يستطيع الظلام محوه .
و كذلك لا تسعه مسميات العادة
اليومية للحياة..
إنه ظل تلبس صوت البدء ؛ يفوح من حركاته عطر قديم .. يشبه بخور المعابد وصلصلة أجراس بعيدة.. وهمهمات كهنة غيبتهم الغابات السحيقة الدارسة ! .
إنه ظل اختار ذاك الركن المخاتل من الروح ليستقر ..
و جعل من عادته التجول على تضاريس الكلام كلما شفه الصدق..
و حينما تلبس العبارة قناع المنطق الأنيق ينتحي ركنه القصي لينشر ابتسامته الساخرة على ظلي.
تلك السخرية التي تجعل الحياة
تمضي بلا طعم و لا شغف
حياة يستل منها الظل ظلها ؛ لتتحول لموت لطيف عاقل مرتب.. وأنيق..
إنه ظل يفتح للهاوية أكثر من فم
و يغري بالسقوط الفاره
نحو سماء لا يحدها علو
ولا يصلها ارتقاء
إنه ظل يحسن صياغة لون الانتشاء العظيم .
========
قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب / لندن
عذراً التعليقات مغلقة