أَيْقونات.. قصائد للشاعر المغربي محمد بوجبيري

16 سبتمبر 2018
 أَيْقونات.. قصائد للشاعر المغربي محمد بوجبيري

 

 

أَيْقونات

محمد بوجبيري

__________

شاعر من المغرب

 

 

النَّخْلَةُ

في  كُلِّ  نَخْلَةٍ،

هُنا،

أَوْ  هُناكَ  في  جِهاتِ  الأَرْضِ،

ذاكِرَةٌ  لِلرِّمالِ،

بَدْءًا  بِالرُّبْعِ  الْخالي،

شَرْقًا ،

وَانْتِهاءً ،

غَرْبًا ،

بِالصَّحْراءِ  الْكُبْرى.

في كُلِّ  سَعْفَةٍ،

أَوْ  بَذْرَةٍ  مَدٌّ،

حَدَّ  الْعَمى،

لِرحابَةِ  الْمَدى.

 

النَّخْلَةُ ،  الَّتي هُجِّرَتْ ،  وَ اسْتُنْبِتَتْ  هُناكَ  في  الشَّمالِ ،  زينَةً ،  في النَّرْويجِ ، عَلى  سَبيلِ  التَّمْثيلِ ، في  هذا  النَّهْجِ  الْبَهيجِ ،  أَوْ تِلْكَ  الْحَديقَةِ  الْيانِعَةِ  الأَنيقَةِ ، لاشَكَّ  أَنَّ عُلَماءَ  النَّباتِ ،  و َالاسْتِنْباتِ، أَخْضَعوا ، بِما  يَكْفي ،  الشُّتولَ لِلْفُحوصِ  في  الْمَشْتَلِ /  الْمُخْتَبَرِ ، و َلَقَّحوها  ضِدَّ  نَزْلاتِ  الْبَرْدِ  الْقاسِيَّةِ و َالْحادَّةِ  حَدَّ  الْمَوْتِ  و الذُّبولِ .  كلُّ  تِلْكَ  الأَمْصالِ  و َالِّلقاحاتِ  كَيْ  تَتَحَمَّلَ هذهِ  الصَّحْراوِيَّةُ  الْجَميلَةُ  النَّبيلةُ  الْكَريمَةُ  لَياليَ  شِتاءٍ  طَويلٍ ،  راعِدٍ وَ مُرْعِدٍ،  و َثُلوجًا  تراكَمَتْ ،  و َامْتَدَّتْ  حَتّى  صارَتْ بَيْداءَ بَيْضاءَ، كَيْ تَتَحَمَّلَ أَيْضًا  عَذاباتِ  أُفولٍ  لِشَمْسٍ  هاجَرتْ ،  هِيَ  الْأُخْرى،  أَقاصي  صَقيعِ الشَّمال ،  كَيْ  تُشْرقَ  وَهّاجَةً ،   في  الْجَنوبِ .  هذا  الْأَخيرُ  الْكَثيرُ  بِدِفْءِ الْواحاتِ الْخَصيبَةِ ، و َمَوَدّاتِ  الرَّحيلِ  الْمُتَنَقِّلِ ،  عَلى  جَناحِ  السَّلامَةِ ،  إِلى جِهاتٍ  مُريحَةٍ  اِخْتارَتْ  أَنْ  تَكونَ  مُقيمَةٍ  في  الْمَنابِعِ  الْعُلْيا  لِلرّوحِ.

 

 

 

جَبَل

خاطَبَ  سَهْلٌ  جَبَلاً:

أَخي  الْكَريمُ،

هَلاَّ  تَواضَعْتَ،

وَ نَزَلْتَ  مِنْ  الأَعالي،

كَيْ  نَحْتَسي  مَعًا  قَهْوَةَ  الْمَساء.

أَجابَ  الْجَبَلُ:

أَخي  الْعَريقُ  في  الامْتِداد،

أَخْشى  إِنْ  خَلَعْتُ  غابَتي،

وَ نَزَلْتُ،

أَلاَّ أَعْرِفَ، 

وَ أَنا  الْعائِدُ  الصّاعِدُ  مِنْكَ،

كَيْفَ  أَرْتَديها  مَرَّةً  أُخْرى.

 

النَّهْر

النَّهْرُ ،

وَ هُوَ  بِاتِّجاهِ  الْمَصَبِّ ،

أَبَدًا  لا  يَلْتَفِتُ  إِلى  النَّبْعِ .

ذاتَ  عَوْدٍ  أَبَديٍّ،

سَيَعودُ ،

مِنْ  رَحِمِ  الْمُحيطِ،

غَيْمَةً  حُبْلى  بالأَنْداءِ  وَ الأَمْطار.

ذاتُ  النَّهْرِ

وَ هُوَ  يَعْبُرُ  الْيابِسَةَ  بِاتِّجاهِ  الْمَصَبِّ ،

يُطيلُ النَّظَرَ ،

طيلَةَ  سَريرِهِ  الطَّويلِ،

في  الْغَيْمَةِ  الْمُتَّشِحَةِ  بِالسَّواد.

يَنْهَرُ ،

بِاتِّجاهِ  الْمَصَبِّ  غِبْطَةَ الْعِناق ،

كَما  لَوْ  أَنَّهُ  يَسْتَعْجِلُ  الإقامة  في  رَحِمِ  الْغَيْمَةِ  الْقادِمَة .

 

_______________________________________________

قصائد خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com