خُيلاءُ رُتَيْلاءَ
محمد بودويك
_____________
شاعر من المغرب
في كل ما نخط ،
في كل ما نصمم ونرسم،
ثمة رتيلاءُ
تمشي الخيلاءَ،
تسحب بأرجلها…
بلعابها المقدس،
شبكةً لزقةً محكمةَ النسج،
مُصَوْرَنَةً بإتقانٍ
تأكل الخط والرسم بتؤدةٍ وأناة؛
ما يعني أنها تهدم أعمارنا
شِلْواً.. شلواً،
ثم تقف على ذُناباها
تضحك من أقدارنا
المعلقة على مهيض جناح،
وَشِدْقَيْ لوثانْ؟.
تُلاعِبُنا
فيما هي تحقن،
بالسم البارد ، أوردةً،
وتعطل حلما
ما انفك يسكننا.
رتيلاءُ الخيلاءِ !
أليستْ صورةَ الميقاتِ المعلومِ
حين تنزل الشمسُ أدراجا ،
تُغِيرُ على أسافلِ أبراج ،
و تبطش بالنواصي
راعشات السّفور؟.
أليستْ رسولةَ الموت
بشُعَيْراتِها اللاَّتُعَدُّ
في فكّ الغيب وإبْطِ المِزْوَلة؟،
بِزَغَبِها البُنِّيِّ الحارقِ النافذِ
إلى مُخَيْخ العَظْم،
وثنيات القُذَالِ؟.
سلاماً ، إذنْ –
على قصة منقوصة الخاتمة ،
مبتورة البدء ،
تداولتها الكتب العقيمة دهرا ،
فما أنقذتْ مُقْعَداً،
ولا قادتْ أعمى إلى
طبقات النور
خلف سدائل الديجور.
سلاما ،
على ظل العنكبوت
يصير كيانا مفروماً
بعد ليلة حب محمومٍ
يَتطَايَرُ فيهِ
ريشُ التنجيمِ.
على الرتيلاءِ
تنفضُ قبر السرير،
و الشهوةُ مُهْراقَةٌ
تَدَفَّقُ من ينبوع الحمإ المسنونِ،
تندلق من خَطْمِها الشَّبِقِ،
وَمَهْبلِها الجائعِ إلى
يوم الدينِ !
سلاماً.. سلاما.
قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة