ريشة مكسورة.. قصيدة للشاعرة الفلسطينية نداء يونس

23 سبتمبر 2018
ريشة مكسورة.. قصيدة للشاعرة الفلسطينية نداء يونس

 

ريشةٌ مكسُورة

 

نداء يونس

______________

شاعرة من فلسطين

 

لستَ  ترْقُصُ ، أنتَ  الموسِيقى ،

أَتَتَبَعُ  أثَرَكَ ،

لا  ككَلبِ  صَيدٍ  متَمرّسٍ ،

بلْ  كعَازِفٍ ؛ 

جَسدُكَ  وَتَرٌ ،

و في  يدِي  رِيشَةٌ  مَكسُورَةٌ ،

لوْ أظَلُ  أُجرّبُ ،

القِيثَارَةُ في حضنِي

ويَدي على الوَتر، تأتيني

 

 

.. من كلِ شَئٍ :

الإكْواريُومِ الذي يَلبِسُ طاقِيَّةَ البَحرِ ،

الطَّريقِ  التي  تُرتِبُ  الحَصَى ،

الأناجِيلِ  التي  يذكرها  الكتاب ،

الأسَاطِيرِ  التي  لها  مَرَاكِبُ  و بَحَارَةٌ

وسارينَاتٌ ،

المعابدِ  التي  تَفرُكُ  بالغُبَارِ  عينَ  الزَّمنِ ،

وما زِلْتُ  أَسأَلُ ،

هل  أنت  ضِفَةٌ  أم  النَّهر ،  راقِصَةٌ  مُبتَذَلَةٌ

 

 

… على  مَسرَحٍ ،

تُشعِلُ  الظَّلامَ  بجَسَدِها ،

هذه  اللَّحظَةِ ،

هل  تِقفُ  لأسأَلَها

أين  رأْسُهَا ؛

السَّاعةُ  الرَّملِيَّة ؟ تَنْسِلُهُ

….عندما  تَعلَقُ  به  المُوسِيقى ؛

قلبي ،

ينمُو فوق المَاءِ ،

كيف تَقطِفُهُ;

هذا الجَسَدُ ،

ومثلَ  قَارِبٍ  يُبحِرُ  في  صَحرَاءَ  ،

هذه  الرَّغْبَة ،  أَرى

…. القِيثَارةَ  التي  كانت  في  يَدِ  الرَّملِ ،

و النَّايَ  الذي  كان  في  يَدِ  النَّهرِ ،

في  مَتحَفٍ  أَمريكِيٍّ ،

في  يَدِي  رَصَاصَةٌ ،

أَسمَعُ  موسِيقى  الهِيبْ  هوبْ  و الكانْتري ،

أنت  مَسَلَةٌ  غرِيبَةٌ  و صامِتَةٌ ،

كيف  نُسَمِّي  هذا  حِوارَ  حضَارَات ! أرى

….. النَّخلةَ  التي  يَلُفُّها شُوقالْتودَا  ” بكَمَّاداتِ القِنَّبِ

و المراكِبَ  الصَّغيرةَ  في  المَاءِ  الضَّحلِ

و الموسيقَى  التي  تعْزِفُها  القَرَويَّاتُ  على

جانِبَيْ  الَّليْلِ

وحَفلَةَ  الأَجرَاسِ  على  بَابِ  المَعبَدِ

و أنتَ ، قِيثَارَةٌ  سُومَرِيَّة  في  مَدخَلِ  فنْدقٍ،

صامِتَةٌ  و غَريِبَةٌ،

فماذا  سأَفعَلُ  وَحدَي  بأَعرَاسِ  المَاءِ  و الطِّينِ

تحتَ  ضَوءِ  القَمَر،  أَحزَنُ

 

فأقُولُ  كلاماً  لأَلْهُو ،

و أنتَ  .. مثلَ  المُوسيقَى

تفتَحُ  فمَكَ ،

ثم  تَكُفُّ  عن  الكَلاَم.

______________________

قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب  لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com