ريشةٌ مكسُورة
نداء يونس
______________
شاعرة من فلسطين
لستَ ترْقُصُ ، أنتَ الموسِيقى ،
أَتَتَبَعُ أثَرَكَ ،
لا ككَلبِ صَيدٍ متَمرّسٍ ،
بلْ كعَازِفٍ ؛
جَسدُكَ وَتَرٌ ،
و في يدِي رِيشَةٌ مَكسُورَةٌ ،
لوْ أظَلُ أُجرّبُ ،
القِيثَارَةُ في حضنِي
ويَدي على الوَتر، تأتيني
.. من كلِ شَئٍ :
الإكْواريُومِ الذي يَلبِسُ طاقِيَّةَ البَحرِ ،
الطَّريقِ التي تُرتِبُ الحَصَى ،
الأناجِيلِ التي يذكرها الكتاب ،
الأسَاطِيرِ التي لها مَرَاكِبُ و بَحَارَةٌ
وسارينَاتٌ ،
المعابدِ التي تَفرُكُ بالغُبَارِ عينَ الزَّمنِ ،
وما زِلْتُ أَسأَلُ ،
هل أنت ضِفَةٌ أم النَّهر ، راقِصَةٌ مُبتَذَلَةٌ
… على مَسرَحٍ ،
تُشعِلُ الظَّلامَ بجَسَدِها ،
هذه اللَّحظَةِ ،
هل تِقفُ لأسأَلَها
أين رأْسُهَا ؛
السَّاعةُ الرَّملِيَّة ؟ تَنْسِلُهُ
….عندما تَعلَقُ به المُوسِيقى ؛
قلبي ،
ينمُو فوق المَاءِ ،
كيف تَقطِفُهُ;
هذا الجَسَدُ ،
ومثلَ قَارِبٍ يُبحِرُ في صَحرَاءَ ،
هذه الرَّغْبَة ، أَرى
…. القِيثَارةَ التي كانت في يَدِ الرَّملِ ،
و النَّايَ الذي كان في يَدِ النَّهرِ ،
في مَتحَفٍ أَمريكِيٍّ ،
في يَدِي رَصَاصَةٌ ،
أَسمَعُ موسِيقى الهِيبْ هوبْ و الكانْتري ،
أنت مَسَلَةٌ غرِيبَةٌ و صامِتَةٌ ،
كيف نُسَمِّي هذا حِوارَ حضَارَات ! أرى
….. النَّخلةَ التي يَلُفُّها شُوقالْتودَا ” بكَمَّاداتِ القِنَّبِ “
و المراكِبَ الصَّغيرةَ في المَاءِ الضَّحلِ
و الموسيقَى التي تعْزِفُها القَرَويَّاتُ على
جانِبَيْ الَّليْلِ
وحَفلَةَ الأَجرَاسِ على بَابِ المَعبَدِ
و أنتَ ، قِيثَارَةٌ سُومَرِيَّة في مَدخَلِ فنْدقٍ،
صامِتَةٌ و غَريِبَةٌ،
فماذا سأَفعَلُ وَحدَي بأَعرَاسِ المَاءِ و الطِّينِ
تحتَ ضَوءِ القَمَر، أَحزَنُ
فأقُولُ كلاماً لأَلْهُو ،
و أنتَ .. مثلَ المُوسيقَى
تفتَحُ فمَكَ ،
ثم تَكُفُّ عن الكَلاَم.
______________________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة