سؤال التعب؟
عمر ح الدريسي
———————–
(1)
أنا تعبت
وتعبتُ من كلّ شيء
والتَّعبُ، تَعِبَ مِنّي
و تَعِبَ من نفسه
وتعب من كل شيء
جميعُنَا مُتعبون
وسنبقى..!!
(2)
لو لم يعرفوا،
أنك ستتعب
وستبقى مُتعبا
وأنّك في دوامة،
ما كنت لتكون..
(3)
لم أعد أهتم لشيء
ولا شيء يهتم لي
صُمت عن الكلام
وتعففت عن السماع
وتساءلت عن تعب نفسي
وتساءلت عن تعب التّعب
وتوقفت عن ألم نفسي من نفسي
وقلت في نفسي ولماذا هذا السؤال،
أهوَ سؤال التعب؟
(4)
هو السؤال،
السؤال الأهم
كنت جالسا،
فوقفت.. !!
(5)
لم أعد أستطيع التمييز،
ما بين الكأس والفنجان
ما بين الشراب والمداد
ما بين القارورة والكمان
ما بين الديوان والسِّفر
ما بين العزف والذّبح،
بات السؤال..
كـ صخرة سيزبف.. !!
(6)
يا له من سؤال،
أقولها في نفسي،
وأصرخ بصمت لوحدي؛
أريد أن أتكلم، لا يمكن
أريد أن أتحدث، لا يمكن
أريد أن أصرخ، لا يمكن
أريد أن أبكي، لا يمكن،
بل ممكن.. !!
ولكن هذا شيء من الذي أتعبك؟؟
صدقني، لولا أنه شيء ما، سيُتعبك، لما كان وُجودك مُمكناً
صدّقني، لولا التعب، ما كان بُكاؤك شيئا ممكنا
صدقني، لولا التّعب، ما كنت أنت لتكون
صدقني؛
ما كنت لتكون.. !!
(6)
لو لم يعرفوا أنك في دوامة
وستكون في تعب
ولا شيء مسموحا لك به؛
سوى الصراخ وحدك وفي صمت
وغير البكاء بلا دموع وحدك
والصمت بعده طويلا…!؟
وإلا؛
ما تركوك أن تكون
وما كنت لتكون
إلا، أن تكون في دوامة.. !!
———————–
عمر ح الدريسي.
drissi-omar1@live.fr
—————–
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب — لندن
عذراً التعليقات مغلقة