على كتف الأريكة.. /تزداد شبها بالملح
سعيد منتسب
___________
شاعر من المغرب
على كتف الأريكة
سأكُونُ كمن يُنازل ظلَّهُ على السُّطوح
كي يتسنى له يوماً
أن يتدحرجَ من أعلى
أو يطيرَ
لن أكونَ مطويَّ الجناح كالعادة
ولا مفتوحَ القَدَر
مثل طلقةٍ متعاكسةٍ
أعْلَمُ أن الأرضَ ما تزال تحت قدميَّ دافئةً
وأن شارعَ الزرقطوني
الذي فتحْناه على مِصْراعيْه
لنْ يأبهَ طُولَ الوقت لِكَرْكَراتِ
عَسَسِ مُنتصفِ الليْل
الذين يُدَخِّنُون بِشراهةٍ
كُلُّ ما بِوسعي الآنَ
هو أن أُبْقِي أَبْوابي على أُهْبَةٍ
و كُلُّ ما عليكِ أنتِ فِعْلُه
هُو أن تتركي ثَوْبَك الفَاجِرَ
عَلَى كَتِفِ الأَرٍيكَة
_________________
تزداد شبها بالملح
بالكاد أعرفها تلك المرأة التي اعتقلتْ
بين يديها موجةً بشعر كثيف
ثم ركضت كيفما اتفق
كي تبنيَ من الرمل الذي استيقظ
تحت قدميها الحافيتين
كوخا صغيرا من الطحالب
ليتدفأ الصيادون الذين كانوا مفعمين بالبرد
ويفركون أياديهم بأسماك من دخان
ويحلمون بأكواب من قهوة الإكسبريسو
وحين غمروها ببضع دقائق من الابتسام المتغضن
والسعال الخفيف
أطلقت نوبة من الضحك
قبل أن تزداد شبها بالملح
الذي كان يتساقط بانتباه شديد
من معاطفهم
تلك المرأة
كانت تصطاد الطالع من قطة تموء في عينيها
و كانت بعناد المقاتلات الإسبارطيات ترفع رأسها إلى أعلى وتزأر لترعب
كل ملاك مسلح بمسدسات اللايزر كي يسكب علينا جرار الغناء.
كانت تتمنى بقليل من الحظ أن تمد يدها إلى الغيم لتقطف نهرا بأربع
ضفاف.
ولم تكن تبدي أي اعتراض من أن ينتابها الظلام و هي تكسو بعينيها
العسليتين آثار العشاق الذين اكتشفوا قلوبهم على نحو مؤلم.
تلك المرأة
التي بالكاد أعرفها
أغلقت كل أزرارها
وتخمّرت
في الغياب
_________________
قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة