عن الوعد
مراد المعلاوي
_________
شاعر من المغرب
أَمَنَّيْتُ أَحْلامَها سَكَناً
وَلَمْ تَطْوِ سِرّاً ؟!
أُريدُ الْحَقيقَةَ عارِيَةً
شَمْسَ صَيْفٍ تَدُلُّ عَلى نَفْسِها
لا ضَبابَ يُحارِبُ إِشْعاعَها
أَوْ مَجازَ يُجيزُ مُصاهَرَةَ الْمَعْنَيَيْنِ
تَقولُ وَعَدْتُ
وَعُدْتُ إِلى وَقْتِها
أَتَقَصّى أَقاصيصَها
كَالْمُؤَرِّخِ يَجْمَعُ أَحْداثَهُ
لا يُغادر تَفْصيلَةً
ما وَجَدْتُ عَلى الْوَعْدِ مِنْ أَثَرٍ
وَ وَجَدْتُ بَراءَةَ ذِئْبي وَ أَقْمِصَةً
لا مِنَ الْخَلْفِ قُدَّتْ وَ لا مِنْ أَمامِ
الأَحاسيسُ لَحْظَةَ تَفْسيرِها
كَتَسَرُّبِ غازٍ تُهَدِّدُهُ النّارُ
لا تَقْرَئيني بِكِبْريتِ أُنْثى
وَ لا تَرْقُبيني مُسافِرَةً
في يَقينٍ عَلى ضِفَّةِ الشَّكِّ
قَلْبي بَريءٌ وَجُبُّكُ أَعْمَقُ مِنْ حيلَتي
أَبَداً يُطْفِئُ الشَّوْقَ بَوْحٌ
وَ لَكِنْ يُبَرِّدُهُ أَوْ نَخالُ
وَنارُ الْمُعاناةِ عِنْدَ التَّفَكُّرِ تَلْظى
وَ شَرُّ لَظاها السُّؤالُ
لِماذا ؟ وَ يَمْتَدُّ بَعْضُ الْحَديثِ
وَ يَشْتَدُّ بَيْنَ تَوَتُّرِها وَ ارْتِخائي
كَحَبْلِ غَسيلٍ تَكَدَّسَ
يَرْقُبُ سَقْطَتَهُ
كُلُّ مُصْطَبِرٍ فَوْقَ طاقَتِهِ
آيِلٌ لانْهِيارِ
إِذا أَنْتِ صَدَّقْتِ
غَيْرَ الَّذي قَدْ قَصَدْتُ
فَبَعْضُ الإِشاراتِ
أَطْوَلُ مِنْ قامَةِ الوَهْمِ
لا تَنْحَني تَحْتَها
رُبَّما يَتَقَلَّصُ ظِلُّ الظَّهيرَةِ
وَ هْوَ يُرَدِّدُ :
ما حاجَةُ الشَّمْسِ عِنْدَ السُّطوعِ
دَليلاً عَلى نَفْسِها
إِنَّما خَجَلُ الشَّمْسِ سِرُّ الفَناء
رَأَيْتُ تَوَرُّدَ خَدٍّ
وَ شاهَدْتُها تَتَوارى
_______________________________________________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
قصيدة ممتازة للشاعر الصديق سي مراد