محكمة.. قصيدة للشاعرة السورية ليزا خضر

12 سبتمبر 2018
محكمة.. قصيدة للشاعرة السورية ليزا خضر

 

محكمة

ليزا خضر

______________

شاعرة من سوريا

 

محكمة (1)

سيدي  القاضي

خرج  نيرون  من  علبة  الموسيقى  مسنّاً

وباعَ  أمجاد  الحريق  بأسعارٍ  زهيدة

قامت  روما  تبرّدُ  خاطرها  في  بردى

وتلوثتِ  الغوطة  ولقمةُ  العيشِ

و أواصرُ  القربى ..

لم  يأتِ  الشاهدُ  الأول

كيفَ  أشرحُ  لك؟

منذ  الجوعِ  الأول  ينتظر على  بابِ  التنور  الكبير

يعودُ  في  المساء  حاملاً  آثارَ  النار

بدلاً  من  رغيف.

**

محكمة (2)

سيدي  القاضي

ظلّ  الأوركيدا  كانَ  وحشاً  فقتلته

ظلّ  العصفورِ  لوّثَ  صحنَ  طعامي  فقتلته

ظلّ  الشمعةِ  عمودُ  صلبٍ

وظلّ  أشجارِ  الحدائقِ  مِزَقُ  أطفالٍ  كانوا  بالأمسِ  يلعبون

الضوء  تورط  لذا

أرضُ  الوطنِ  مثقوبةٌ  بجثث  الظلال

وكلّ  أشعاري  بقيت  مواليدَ  ليل.

**

محكمة (3)

سيدي  القاضي

أنا  السجينة  رقم  ألف

القطار  كان  مستعجلاً

وقد  كانت  فقط  تذكرة

لأعود  خمسَ  سنين  إلى  بيتي

وأجلبَ  فستاني  الأبيض

فأفرده  على  المسرح  أمامَ  ذكورةِ  السجّان

و المكانِ  وبعثة  الأمم  المريضة

التذكرةُ  كلفتني  عشرَ  فساتينَ  ملوثةً

و رحماً  مزدحماً  بالفتاوى

وقعَ  طفلُ  الخطيئة  قبل  أن  يولدَ  تحتَ  العجلات

لا  ترجموني

هو  الشرقُ  من   خذلني  ولم  ينقدني  ثمنَ  تذكرةٍ

لألحقَ  القطار

فبقيتُ  أمام  المتفرجين  سجينةً

في  العراء

**

حكمتِ  المحكمة

على  نيرونَ  بألفِ  سطرٍ  من  التاريخ  القمري

و على  الشاهدِ  بعلاجٍ  وقائي  من  وهجِ  النار

و على  قاتل  الظلالِ  بمشفىً  مطلٍ  على  الأغاني

و محبرةٍ  نهارية

و بفستانٍ  شديدِ  البياض  فيه  مكانٌ  للسلاسل

ملائمٍ  جداً  لحفرةِ  السجينة

السجينةِ  رقم  ألف.

……………..

______________

قصيدة خاصة بصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب  لندن

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com