معراجُ المَجازْ !.. قصيدة للشاعر السوري محمد سعيد العتيق

19 سبتمبر 2018
معراجُ المَجازْ !.. قصيدة للشاعر السوري محمد سعيد العتيق

معراجُ المَجازْ !!!

محمد سعيد محمد العتيق


شاعر من سوريا

1 –

*

منْ قالَ …

أنَّ حكايتي بدأتْ هنا

إبَّانَ أو بعدَ #الزَّمنْ !!!

أو أنَّ هذا الأفقَ

راحلتي …

ولدتُ بجزئِهِ المنفيِّ،

في الركنِ القصيِّ،

منَ السَّناءِ،

أو الهواءِ،

أو #المحَنْ !!!

أسْمَوهُ … شيئًا ما !

رغيفَ الوهمِ،

منْ قمحِ السّرابِ،

و خُصْلتيْ عنبٍ

بكأسِ الجوعِ

يعصرُهُ #الوثنْ !!!

و أنا عيونُ الغابرينَ

مدى الحياةِ

و غصنُ زيتونٍ

مشى

يدعى #بدَن !!!

منْ قالَ …. أنَّ الموتَ

يُشبهُهُ السُّباتُ،

و ليسَ أغنيةَ الرعاةِ،

و ليسَ بابًا آخرًا،

نحوَ النجاةِ،

هناكَ رحمٌ آخرٌ،

يُدعى …. #كفنْ !!!

ما زلتُ أحتِرفُ الصلاةَ

على الجَمَالِ

وألتقي بالعابرينَ

إلى #وطنْ !!

حتَّى إذا غِبنا غداً

نبقى .. #معًااا !!!

2 –

*

الطفلُ يحملُ لعبَةَ الأيامِ،

يرسُمُها على وجهِ الطريقِ

و خطوهُ لغةُ الغصونِ

و شَربةٌ منْ #ماءْ !!!

لنْ يضربَ الأشجارَ

أو ينسى حفيفَ العشبِ،

طعمَ السّكَّرِ المصبوغِ

منْ لونِ الشفاهِ

و ينهشَ النّهرَ الودودَ،

و ضفَّتاهُ حزينَتانِ،

و نجمةٌ في الريحِ

تمسكُ في #السَّماءْ !!!

الخوفُ يحملهُ

على حملِ العصا

ليذودَ عنْ وجهِ الفراشِ

غبارَمعركةِ الأساطيرِ

الضبابيِّ الكلامْ .

و يدٌ تُصَفِّقُ للحمامْ .

و الناسُ تعبرُ دونما لغةٍ

تُصَحِّرُ في الغمامْ .

و تُجفِّفُ المعنى

و تغتصبُ #الهواءْ !!!

الطفلُ يمضغُ

أسطُرَ التاريخِ

يعصرُ منْ

عيونِ الصمتِ ألحانًا

و يزرعُ

في الترابِ جداولًا

و يطيرُ مثلَ الغيمِ

يقتنصُ #الشتاءُ !!!

3 –

*

الآنَ أبدَأ في #العنادْ !!!

فإذنْ …أجهِّزُ صوتِيَ الباقي

لأصرخَ في الفراغِ،

أهيئَ الوجعَ السَّبيكَ

و أفردَ الدنيَا دقيقًا

قاتلًا شرهَ #العبادْ !!!

المجدُ كلُّ المجدِ للجوعِ

المُكلَّفِ بالهباءِ و بالهلاكِ

و بالبكاءِ على صراخِ المتعبينْ .

فلمَ الإفاقةُ منْ خرابِ الأندرينْ .

و لمَ السكونُ على الهوانِ

و وخزةُ في الروح تُشعلُ

بردَ أعصابِ الغيارى الصامتينْ .

لو نستفيقُ من السباتِ و نأكلُ

السَّبعَ #الرَّمادْ !!!

الآنَ أنتظرُ الزوالَ و أمسكُ

الظلَّ المُكَسَّرَ مثلَ حيطانِ

الفجيعةِ في الكَرى

هذي الأماكنُ

تُستباحُ منَ الجهاتِ

و تعلنُ الموتَ الخفيَّ،

لتدفنَ الحزنَ الشهيَّ،

و تقتفي أثرَ الجرادِ،

و حلمُهُ ….

ذبحُ الزهورِ الغافياتِ

الناعساتِ الواعداتِ

النورَ في تلكَ

#الوهَادْ !!!

4 –

*

البيتُ يلهثُ عارياً

خلفَ المسافرِ

في صقيعِ #الموتْ !!!

يهذي الظلامُ المنتشي

بالاحجياتِ

و بالضجيجِ و بالصدى

يطفو على سطحِ الدخانِ،

ينامُ في جوفِ الكهوف

بلا ثيابْ.

يغفو وتحرُسُهُ الذئابْ .

ويظنُ أنَّ

الصمتَ #صوتْ !!!

فإذا تملّكهُ الرُقادُ

تلعثمَتْ فيه التوابيتُ

الحزينةُ من ثُغاءِ

الخارجينَ منَ الركامْ .

تجثو تصلِّي للحطامْ

ما عادَ … هُمْ

أو عُدْتَّ … أنتْ

آلمْتَنا يا #بيتْ !!!

5 –

*

في آخرِ المنفى

طريقٌ واضحٌ

يَنْدى عُراةْ

يستعطفُ

الأرضَ الجديدةَ

و #الحياةْ !!!

يا أخوتي

ما الفرقُ أنْ نجتازَهُ

إلا #الصفاتْ !!!؟؟

الطيفُ والأشباحُ

أغنيتانِ في عمقِ الوجودِ

و وردتانِ منَ المجازِ

و عينِ أسرارِ الخلودِ

و دمعتانِ من السجودِ

وعازفان وأغنياتٌ

و الغيابْ .

يا للسّحابْ ..

و مسافرٍ في الريحِ

يبحثُ عنْ وساداتِ

#الحفاةْ !!!

هذي الحياةُ

تَلعثمت بالشرِّ

و انفضّّتْ

بكارةُ أختِها الكبرى

فأودت #بالحياةْ..!!!

خيرُ النُجاةِ

مَنْ استمَرُّوا

في السباتْ

في حلمهمْ .

و تخلَّفتْ دومًا

عن الفجرِ

#الصلاةْ !!!

يا أيها اللاشيءُ

كُن شيئاً وعُدْ

واتْركْ رفاتَك للرفاتْ

واكتبْ على صدرِ الزمنْ

ربّي و أمّي و الوَطنْ

***


قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com