من مرايا الكلام .. قصيدة للشاعر المغربي أحمد بلحاج آية وارهام

30 سبتمبر 2018
من مرايا الكلام .. قصيدة للشاعر المغربي أحمد بلحاج آية وارهام

من مرايا الكلام

أحمد بلحاج آية وارهام

شاعر من المغرب

بالشمس في كفِّ الحَجرْ

بالعُشْب في أحلام الماءْ

بالماء في سُرَّة الغيمْ  

تُبصرُ الذاتُ غربتَها.

هكذا قال الحلزونُ

حين اسْتَلقَى

في مُنعَطَفِ دَمِي.

لم يكن خائناً عشبَ نومِهْ

لم يَغرف من الندَى حُلمَهْ،

كان وسيطاً

بين صُبْحٍ لا يتكلَّم

وعينٍ توشوش في أُذُن العراءْ،

على قرنيه تَمشي

لغةُ البَصَرْ

وكأنها تمسَح وجهَ الليلِ

من مرايا الكلامْ.

له الصمتُ يُصلِّي

بخطى بيضاءْ

موغلةٍ

في دم السكونْ،

هي الرغبةُ 

تبسُط الكونَ 

في تلافيف أنفاسهِ

حَبَّةَ نغَمٍ

كلما تنفس الزمنُ

تمدَّدتْ في المتاهْ،

لا عليكَ إذا سمعتَها

قد تكون سمعتَ المنسيَّ

في روحكْ

أو الهاربَ من جُرح معناكْ

إلى هذيان سلالتكْ.

إغمسْ الأسماءَ التى تلبَسكَ

في جُبة الصقيعْ

وارحلْ منكَ

إلى ما يَقولُه الأخضرُ في الماءْ

والأزرقُ

في مآذنِ الغيومْ.

لكَ خطوٌ

في كل بابٍ

يضعُ بيضَ أشباحِهْ

خطوٌ 

يَبتسمُ ولا يَصلْ.

              *             *

لو عَرف الحِبرُ دمي

لاستقال من كِبريائِهْ

لو جمعتِ المسافاتُ حكاياتِها

لاستقرَّت في نداءِ نُقطتي،

فِيَّ عَرفَ الظَّنُّ تفاصيلَهْ

ومِنِّي قَبَستِ البداهةُ شهوتَها

لِظِلِّي أسرارُ الماءِ

إذا تنفَّسْ

مَنْ سَكنهُ سَكنتُهْ

ولو كان لغيرِ وقتِه يَسجدْ

ومِنْ بَابِي غزالاً يحرَدْ

كُلَّما

منْهُ

انْهَمَرَ 

ذلكَ الشُّعاعُ

المُسَمَّى باسْمِي.

============

قصيدة خاصة بصحيفة قريش  – ملحق  ثقافات وآداب   – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com