الزمن طفل
ماهر نصر
شاعر من مصر
الزمن
الزمنُ الذي نام بين أحضاني
كطفلي الرضيع ،
دسستُ أصابعي في فروةِ رأسه،
وحين يضحك
تضيء كشمعةٍ في عينيه ساعةُ خلودي .
أُزَغْزِغُه ،
وبقدمين ناعمتين
يرفسُ عروشا وأمسيات ،
ويغني القتلى لجثثهم الحية .
الكتبُ طيورٌ ميتةٌ ،
تمرقُ كطائراتِ العدو الصديقةِ ،
تهربُ السطور كقططٍ خائفةٍ
للخرائبِ العامرة بالدماءِ،
والنبيذِ وقلوبِ العاشقين .
الزمنُ الذي يلهو بأرجوحة ٍ،
اتّخذَ ذراعيّ حبلين لها ،
وعينيّ ثقبين،
ورقبتي سقفاً ،
وجسدي مقعداً، وأنفاسي أريكة .
لماذا إذا اهتزتْ تتساقط الأيام ،
كأحذية ٍ بالية ؟!
الزمنُ شجرةٌ عاريةٌ خلعت ْ ظلالها بعيداً
هناك
في آخرِ كفي .
وطفلي الرضيع ما زال يمصُّ أصابعه العشرين ،
يستحلب يوماً أو بعض يوم ،
والأرجوحةُ ما زالت في رأسي .
===================
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة