CV ، تاريخ صغير لم توثّقه واسطة
منى وفيق
_________________
قاصة من المغرب
غير معنيّةٍ بالسّعادة و أسفي شديد ، أعيش حياةً مزوّرة في أماكن مزوّرة . متألّمة كبيرة أفهم الحياة على وجهها الصّحيح ، لا أناهض السّعادة غير أنّنيأخشى ما يحفّها من بلادة ، السّعيد لا لغة له ، صحيح ، اللّغة ملكي و المطبّاتكلّها . لي عينا بقرة ، عينان واسعتان وشهيّتان خصوصا عندما تقف علىإحديهما ذبابة.
مُحتَمِلةٌ ممتازة ، ومقامرةٍ بارعة لا أخبّئ شيئا . عمقي البعيد لم يُنهَش بعد و لا يحتفظ بذكريات اللذة و الألم إنّما هو دافئ كرحمة الربّ ، حارسةٌ جيّدة أرى ما يجب ، معتدّة بقوّة متخيّلة . لا أدخل وقتَ من يقلّبون سيخ عقارب الساعة فوق النار .
قويّة لكنّني لست محارِبة ، خيرُ من يُسكتُ احتجاج العالم و إعلانه الكاذب عن رغبة في النّوم، وأرى حقّي في القلوب من حولي ، آكل بشفتيّ المعذّبَتين مقدّمات القلوب قبل أن أتجاسر على هذه القلوب بأكملها . و أمّا الذين أحبّهم فأحبّهم ، ثم أنساهم ليموتوا .
لا أناهض قيادة أحد ، ألفت أنظاره وحسب ، قبل أن أقود الحكاية كمرشدة . و يال قلبي العامر بالشّغف الخاطئ ، المُذْهِبِ للّغة مع أنّها حديث غير زائل.
ناري غافية ، مثلي لا يُصدِر غير الدّفء . أرى الرّيح بيضاء ، أرى الصّمت ، أطارد أحلامي بعناد وأنا أنظر بين عينيها قائلة بهدوء واثق “بعد موتي ، سأجيئكِ بهيكلي العظمي ” .
لا أندم لأنّني صادقة ، الخيانة تدرّبني على الحياة ، لا أكره لكنّني أنسى ، حقيقيّة ، هاربةٌ ممّا أنا فيه، لا أنتظر الحبّ ، أنتظر أسنان هذا وصخب تلك وأظافر الآخر . لا نيام في ذاكرتي ، ومن يمتحنون صورتهم في مرآتي مكانهم في إذاعة أهليّة لا في ذاكرتي البصريّة .
ابتسامتي غير كافية لوصف الحال ، أستدعي خيباتي في الشكّ ، ولو كانت خيباتي على حقّ لما كانت خيبات . معرفتي ناقصة لكنّها تفهم . أقول خاسرة جيّدة ؟ نعم ، يكفي هذا برهانا على عدم استدعائي للمكيدة.
مؤلمة في آخر اللّيل ، أترصّد أخبار العزيزين كلصّ ، مراقِبةٌ خفيّة للأشياء العظيمة ، سعيدٌ من بلغ مقام حيرتي . ومِن أمامي لا يطير أحد ، و من يلتقطه قمري ، فيحطّ أمام أسناني الفصيحة متوقّعا العضّة كمازوخيّ .
كلاّ ، لست محايدة ، فأن تكون محايدا يعني أنّك لستَ على حقّ وهذا مأساويّ ، قاسية لكنّني لا أطفئ النّهار في عيني أحد ، خطّاءة أتمتّع بفضيلة الإعتراف ، منتصرة حزينة والنّبل لا يدرَّس ، فريدةٌ و من قادني إلى مقارنة لم يقرأ ، لم ير ولم يسمع . أنثى يمكن تمنّيها في ذلك الوقت المتأخّر من عمر الأشياء .. كاملة لا تريد إلا ما هو كأمل.
أنام وحيدةً كدمية شاردة ذراعاها طويلتان ، أخلع الأسماء على الأشياء و أضحك في سرّي ممّا لا يحدث ، أتقبّل غضب الآخرين بصمت العارف ، فصيحةٌ لا أقصد إنسانا خاطئا ، وأينما دخلت أخرُج خفيفةً .
حكايتي ليست ملكي ، هي حكاية فحسب . لغتي محبوسة لي ولمن أحبّ في ليلي القليل بلا ضجيج ، لأنّني حقّا عابرة بلا أمل أصل النّهار بالليل كي يحملني حذائي إلى يوم آخر متكرّر كلازمة موسيقيّة لا فاجعة فيها ، لأنّني حقّا عابرة بلا ضجيج ، على حقّ ، غير شائعة وأحترم صفاتي ، ولأنّ النّقصان لا يُمَسُّ بالصّدق.. أنا حقيقةٌ مشطورة … أنا خارج الحذر ومكائده ..و قرب اللغة الغاضبة، أنا الحزن الخفيف قرب الشخوص العائدة من حكايات غير قابلة للإكتمال .. و أنا مرة أخرى ، الغرفة الدّافئة والحارسة والعارفة التي لا يتشمّمها غير غريب ..عائدة إلى نفسي من حروبي الصّغيرة و يأسي كثير..
طبعا حساسيّتي عالية ( من غير حسد ) ، شغفي متعدّد و فرديّ ، أرقّب استيقاظك بعد حلم خفيف رأيتك فيه ، أدفعك كغيرك إلى البحر ثانية ولاأتمسّك بأحد ، وعندما تطلع من صناديقي المهملَة خائفا أبادرك « الأدرينالين تقرأ النّوايا لا اللغة ».
عفويّة ، سيئة حظ عريقة أرحل وقت القطاف ، متسرّعة كنمرة ، قادمة من تاريخ لا يعنيني، أصيلة في التّشبيه لا أحب تكرار ماقاله غيري ، لا أحاول منع نفسي عن شيء .. من يحاول منع نفسه واقع لا محالة ، يسعدني ما يبعدني.
لا إفصاح ولا تبرير ولا وصف ، ما من شيء ممّا يرتضيه الأرضيّون تعبيرا عن حالهم ، و ركبتي في ماء البحر غير مهتمّة بتلاطم الأمواج ، صدِّقْ انتباهي .
حاملةُ الكبريت في الحرق العظيم .. حاملةُ الكبريت في الحرق العظيم.
_________________________________________________
قصة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة