تاريخ صغير لم توثّقه واسطة.. قصة للكاتبة المغربية منى وفيق 

5 أكتوبر 2018
تاريخ صغير لم توثّقه واسطة.. قصة للكاتبة المغربية منى وفيق 

 

 

CV ، تاريخ صغير لم توثّقه واسطة

 

 

منى وفيق

_________________ 

قاصة من المغرب

 

غير معنيّةٍ بالسّعادة و أسفي شديد ، أعيش حياةً  مزوّرة في أماكن مزوّرة . متألّمة كبيرة أفهم الحياة على وجهها الصّحيح ، لا أناهض السّعادة غير أنّنيأخشى ما يحفّها من بلادة ، السّعيد لا لغة له ، صحيح ، اللّغة ملكي و المطبّاتكلّها . لي عينا بقرة ، عينان واسعتان وشهيّتان خصوصا عندما تقف علىإحديهما ذبابة.

مُحتَمِلةٌ ممتازة ، ومقامرةٍ بارعة لا أخبّئ شيئا . عمقي البعيد لم يُنهَش بعد و لا يحتفظ بذكريات اللذة و الألم إنّما هو دافئ كرحمة الربّ ، حارسةٌ جيّدة أرى ما يجب ، معتدّة  بقوّة متخيّلة . لا أدخل وقتَ من  يقلّبون سيخ  عقارب  الساعة  فوق  النار .

قويّة لكنّني لست محارِبة ، خيرُ  من  يُسكتُ  احتجاج  العالم و إعلانه الكاذب عن رغبة  في  النّوم، وأرى حقّي في القلوب من حولي ، آكل بشفتيّ المعذّبَتين مقدّمات القلوب قبل أن أتجاسر على هذه القلوب بأكملها . و أمّا الذين أحبّهم فأحبّهم ، ثم أنساهم ليموتوا .

لا أناهض قيادة أحد ، ألفت أنظاره  وحسب ، قبل أن أقود  الحكاية كمرشدة . و يال قلبي العامر بالشّغف الخاطئ ، المُذْهِبِ للّغة مع أنّها حديث غير زائل.

ناري غافية ، مثلي لا يُصدِر غير الدّفء . أرى الرّيح بيضاء ، أرى الصّمت ، أطارد أحلامي بعناد وأنا أنظر بين عينيها قائلة بهدوء واثق “بعد موتي ، سأجيئكِ بهيكلي العظمي ” .

لا أندم لأنّني صادقة ، الخيانة تدرّبني على الحياة ، لا أكره لكنّني أنسى ، حقيقيّة ، هاربةٌ ممّا أنا فيه، لا أنتظر الحبّ ، أنتظر أسنان هذا  وصخب تلك  وأظافر الآخر . لا نيام في ذاكرتي ، ومن يمتحنون  صورتهم في  مرآتي  مكانهم  في  إذاعة  أهليّة  لا  في ذاكرتي  البصريّة .

ابتسامتي غير كافية لوصف الحال ، أستدعي خيباتي في الشكّ ، ولو كانت خيباتي على حقّ لما كانت خيبات . معرفتي ناقصة لكنّها تفهم . أقول خاسرة جيّدة ؟ نعم ، يكفي هذا برهانا على عدم استدعائي للمكيدة.

مؤلمة في آخر اللّيل ، أترصّد أخبار العزيزين كلصّ ، مراقِبةٌ  خفيّة  للأشياء  العظيمة ، سعيدٌ من بلغ  مقام  حيرتي . ومِن أمامي لا يطير أحد ، و من يلتقطه قمري ،  فيحطّ أمام  أسناني  الفصيحة متوقّعا  العضّة  كمازوخيّ .

كلاّ ، لست محايدة ، فأن تكون محايدا  يعني  أنّك  لستَ على حقّ  وهذا  مأساويّ  ، قاسية  لكنّني لا أطفئ  النّهار في عيني أحد ، خطّاءة  أتمتّع  بفضيلة  الإعتراف ، منتصرة حزينة والنّبل لا يدرَّس ، فريدةٌ  و من قادني  إلى مقارنة  لم يقرأ ، لم ير ولم يسمع . أنثى يمكن تمنّيها في ذلك الوقت المتأخّر من عمر الأشياء .. كاملة  لا تريد إلا ما هو كأمل.

أنام وحيدةً كدمية شاردة ذراعاها طويلتان ، أخلع الأسماء على الأشياء  و أضحك في سرّي ممّا لا يحدث ، أتقبّل غضب الآخرين  بصمت العارف ، فصيحةٌ لا أقصد  إنسانا خاطئا ، وأينما دخلت أخرُج خفيفةً .

حكايتي  ليست ملكي ، هي  حكاية فحسب .  لغتي محبوسة  لي ولمن أحبّ في ليلي القليل بلا ضجيج ، لأنّني حقّا عابرة بلا  أمل أصل النّهار بالليل كي يحملني حذائي إلى يوم آخر متكرّر كلازمة موسيقيّة لا فاجعة فيها ، لأنّني حقّا عابرة بلا ضجيج ، على حقّ ، غير شائعة  وأحترم صفاتي ، ولأنّ النّقصان لا يُمَسُّ بالصّدق.. أنا حقيقةٌ مشطورة … أنا خارج الحذر  ومكائده ..و قرب اللغة الغاضبة، أنا الحزن الخفيف  قرب الشخوص العائدة  من حكايات غير قابلة للإكتمال .. و أنا مرة أخرى ، الغرفة الدّافئة  والحارسة  والعارفة التي  لا يتشمّمها غير غريب ..عائدة إلى نفسي من حروبي الصّغيرة و يأسي كثير..

طبعا حساسيّتي عالية ( من غير حسد ) ، شغفي متعدّد  و فرديّ ، أرقّب استيقاظك  بعد  حلم  خفيف رأيتك فيه ، أدفعك كغيرك  إلى البحر ثانية ولاأتمسّك بأحد ، وعندما تطلع من صناديقي المهملَة خائفا أبادرك « الأدرينالين تقرأ النّوايا لا اللغة ».

عفويّة ، سيئة حظ عريقة أرحل  وقت القطاف ، متسرّعة  كنمرة ،  قادمة  من  تاريخ  لا يعنيني، أصيلة  في  التّشبيه  لا أحب  تكرار  ماقاله غيري ، لا أحاول منع نفسي عن شيء .. من يحاول منع  نفسه  واقع  لا محالة ، يسعدني  ما  يبعدني.

لا إفصاح  ولا  تبرير ولا وصف ، ما من شيء  ممّا  يرتضيه  الأرضيّون  تعبيرا  عن حالهم ، و ركبتي  في  ماء  البحر  غير  مهتمّة  بتلاطم  الأمواج ،  صدِّقْ  انتباهي .

حاملةُ  الكبريت  في  الحرق  العظيم ..  حاملةُ  الكبريت  في  الحرق  العظيم.

 

_________________________________________________

 

قصة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب  لندن

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com