تقتلُنا السَّمكة، يَقتلُنَا البحر و تقتلنا السُّطوح!
عبدالحميد جماهري
__________________
شاعر من المغرب
تقتلنا السمكة ، يقتلنا البحر وتقتلنا السطوح !
محسن
حياة
صابر
تقتلنا سمكة
يقتلنا البحر
يقتلنا السطح
ونحن لا نموت عادة ، عندما نريد كسرة خبز كافية،
ميتة عادية..
سنشتاق الموت العادي، نرثه عن آبائنا كما نرث
لون الشعر
والضحكة
والشحوب ساعة الرحيل..
***
يا للمعادلة الجديدة:
من قتلني
كمن قتل الناس جميعا
و من أحياني
ليتحمل مسؤوليته أمام اليأس!
**
نحن جزء من لهاث المغرب،
بلادي
نحو القرن الواحد و العشرين
وفي السباق الطويل نحو جنة يرسمها الاختناق،
تسقط منا جثث في البحر
و أخرى في البحر أيضا
ولنا مكائد في السطوح عندما تتولاها الحكومات
نحن واحد في موت واحد
وجميعا في موت جامع
***
الروح عزيزة عند الله
و عند المغاربة أيضا..
محسن فكري
و يتزلزل الريف
و حياة و يضرب موسى بعصاه البحر
و تتطاير الرصاصات
و عبس و تولى أن جاءه الأعمى
و يموت مكفوف في السطح
ما بين المشيئة و الغدر..
عشرة أيام تربص
بمساعدة وزارة الحياة..
بلا مقدمات لإسعاف الحياة على تقبل أبنائها البررة في الغياب .
هكذا كان الموت يتمرن من أعلى السطوح
ويتشبه بديك يصيح كل يوم أن الموت يتحرش بالفتى صابر الكفيف..
لم يستطع أن يمشي فوق سطح الأرض
اختار أرض السطح
معادلة يسير فيها الكفيف إلى حتفه.
فمن أين يدري بأن السطح
تتبعه الهاوية …
سيكون أول قبر
لك يا كفيف
يبدأ من الأعلى ،
قبر محفور في الهاوية
و في الهواء..
من أين يكون له سطح يليق بكفيف يحرد
العمر مثل دراجة بلا هواء…
***
محسن
حياة
صابر
تقتلنا سمكة
يقتلنا البحر
يقتلنا السطح
ونحن لا نموت عادة ، عندما نريد كسرة خبز كافية ،
ميتة عادية..
سنشتاق الموت العادي ، نرثه عن آبائنا كما نرث
لون الشعر
و الضحكة
و الشحوب ساعة الرحيل..
_______________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
تعجبني صراحة قصيدتك ، اخي عبد الحميد