ليتَ أنفَاسِي وُهِبْنَ تمثُّلا.. قصيدة للشاعرة المغربية لطيفة المسكيني

6 أكتوبر 2018
ليتَ أنفَاسِي وُهِبْنَ تمثُّلا.. قصيدة للشاعرة المغربية لطيفة المسكيني
ليتَ أنفَاسِي وُهِبْنَ تمثُّلا
 
لطيفة المسكيني
___________
شاعرة من المغرب
 
كَم  يُسرَج  لهذا  العِشق من جَواد ؟ و كم يُسرَجُ لأنْفاس  المشْتاقِ  من  سحَابة ؟ أسرارُ النَّفخةِ  متناسلةٌ  فيكَ كما النَّفس مِن  النَّفَس . وإني  لأَمسَحُ  ساحَاتِ  العبارةِ  بما  أظهرَ  و أخفَى ،  فأرى .  سَلِّط  الضَّوءَ  على  القِبابِ  كلُّ  الجِهاتِ  واحِدةٌ .
فيكَ  آلاءُ  هذا  الطَّلْعِ  و سرُّكَ  من  هذا  الصَّيّبِ . دُونَكَ  الطِّينُ ، و قد  تبدّتْ  في  غفلةٍ  منك  النار . خُذهَا ، رَشَّةً  مِن  ذُرى  الفُتُون .
حَان الوقتُ . فيمَ  اللَّبْثُ  و المكْثُ  و قدْ  صافحَ  الخدَّ  الأَديمُ  ؟  صَعِقٌ   مِن  دكِّ الجبلِ ، ورُوحٌ  كالطائر  مُسْتَقِلَّة  إلى  غَيبِها . لا  وِرْد  ينفعُ و لا  حبلٌ  يمنَع .  اُدْنُ  أيُّها الظَّبيُ  الأَغَر .
جَمعْتَني  بكَ  على  أمْرٍ  أنتَ  صاحبُه  و تَنسَّم  الأوانُ  و أثمرَ . فما  ظنُّكَ  ببذرةٍ  هذا وَصفُها ؟؟  لم  يحجُلها  كُنٌّ و لا حائلٌ ، و لم  تَذوِ  نَضْرتَها  وقدةُ  قيْظٍ  أو قَرٍّ .  تعوَّذْ من  الناطقِ  بالصامتِ  فيكَ ، و اثْبُرْ  ناشِراً  سمعكَ  فيما  دقَّ  ورقَّ ،  لعلَّه  يُقِيمُكَ  فيما أنتَ  أهلُه.
ليتَ  أنفَاسِي  وُهِبْنَ  تمثُّلا  و قَد  تَنسَّمَ  الشوقُ . لا  ترجمانٌ  فتَبسَمُ  الصفاتُ  بين صُبْحَيْه ؟ زفرةٌ  تَنْقعُ و تَمنعُ، و شهقةٌ  ترفعُ و تقطعُ، و ما بَينَهما فراغكَ المسْجُور . ليْتَ أنفَاسِي  وُهِبْنَ  تمثُّلا ، فأُرسلَها  في  بساتينَ  تأْرَجُ  بزكيِّ  الطِّيبِ  حجَيِجاً  بين  يديكَ .
تَرَاقصَت الأكْمامُ  ، بادِرْ ،  هذا  الصباحُ  لملْءِ النبيذْ ، وزهرةُ  العُمرِ عجلىْ ، تبادرُ  بالفناء البعيدْ .
 سَلَّتِ  النَّفائسَ  من الأنفاسِ  وطابَ مَاؤُها . ذيْلُ  صَمْتِكَ  كسرِّ  الصدى  يُرْهَبُ ويُتَّقى ، عجِبتُ  للحركاتِ  إذْ  فوَّضَتْ  أمرَها  للسُّكون . هذا  بيتٌ  أنتَ  ساكنُه ، استباحَ  سِرَّ لغاتكَ .  أيُّ  نعْتٍ  يَسَعُ  عُذري و الصَلْبُ  أَعفَى  مِن  الأسْرِ ؟
 مُشوِّقَتي  دَندَنتْ  و الرَّبَاب ، كلُّ  رُؤْيةٍ  حِجَاب .
أنا بيتُ  النقْطة ، و هذه الأسماءُ  من  نَسْج جِنْسها .   تَأَتَّى  لَهاَ  الوَصْفُ  و الوَصيفُ و فَاحَ  نَاطِقُها .  أجْزِلي  أيتها  الورقاءُ  بالجَنَاح  وطارِحْها  سحرَك  أُّيها الغصنُ  الَّظِليل . لاَحَ ظلٌّ وغَاب ، ينازعُني  وجهيَ  فوق التراب.
عقْلُكَ  علْقَمكَ ،  مُتْ بِداءِ  الجُنون .
 
______________________________
 
 
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب  لندن
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com