Mains
عفراء قمير طالبي
_______________
شاعرة من الجزائر
الشّاعرُ الأخطبوطُ
كي يتجاوز توحُّدَ قصيدته
اخترع أيادي إضافية
يدا تلمّعُ مرايا الفراغ من حوله
يدا تحفرُ في الجهات بحثا عن خطوطها
يدا تنشّ الذّباب والوقت المكدسّ والذكريات
يدا تشرّع أصابعها لابتلاع الهواء
يدا من غيظها تخمش نسمة عابرة
يدا مثل حاسّة سادسة
لم تجعل لغير القنص
يدا تتمترس خلف صهيل الأيادي
تلجم الزهايمر بقفاز …
يدا حين يمرّ الغرباءُ
تكشّر عن أظافرها،
صعودا ونزولا في الجرح المرّ
كمن يبحث عن وطنّ مهرّب أو عن حبّ مشبوه
يدا أليفة لا تتقن من الكلام سوى التلويح
يدا طاعنة في السّر، لا تفتح أصابعها لأحد
كالصّخر ، مزمومة على دمها و تنتظر الانفجار
يدا بأربعة أحزان وضحكة مبتورة
مثل نيون سقيم ، تضيء و تنطفئ
يدا تجلس قبالتها ،
بأربع ضحكات وحزن مبتور
كلّما رفعت صوتا ، اهتزّت ألوان الطّيف
يدا تتدلّى كما يتدلّى الغيم و الرمّان و رقاص الساعة
يدا يفتنها التدّلي فتتضرّع إلى الله
كي يمنحها حدّة المنجل !
يدا جريئة تصافح العاصفة
يدا بلا عقد ، تندسّ بين الأعشاش و تحلم بالطيران .
يدا حين يغمض الشّاعر عينه الوحيدة
تحطّ مثل الحمام …
الشاعر الذي شرّدته القصيدة في الحلم
كان مبتور الساقين
_________________________________________________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة