أخْطو مَعَ الـــنــَّهـرِ..
محمد شاكر
شاعر من المغرب
الآنَ..
أنْهاري كُلّها ، تَنْبعُ مِنْ ذاكِرتي
تَجْري عَكْس تَيَّارِ الوقتِ
لا يَلْحَق بِها حُلمٌ تُطَيِّرهُ الرِّيحُ..
في شِعابِ العـُمرِ..
ذاتَ الحَيْرةٍ
وذاتَ الأنينْ.
أخْطو مَع النَّهْر
وتَرْتدُّ بي رَغائِبُ قَلبي إلى طَمْيِ طِفْلٍ
أنْفُخ فيه روحَ الْحَنين..
فلا يَضِجُّ بخريرِ ماءٍ
ومَوجٍ عالي الأثباجِ..
يَنـْداحُ بموسيقى، ورَنين.
أَحْسبُ الأخْدودَ نَهـرًا
لوْلا أنَّ خَطْوي يَتَعثَّر بِحَجر الطَّريقِ؛
يُعيقـُني وَهَنُ في السَّاقِ
غـبـَشُ في الرُّؤْيا،
على المَدى’ القَصيرْ.
مُتَأهِّبًا لأَنْهارِ ذاكِرتي،
أراني ، أغْرَقُ فيها
لَكِن لا يُصيبُني مِنْها غَمْرٌ
ولا انْجِرافُ..
كأنْ لا نَهْـرَ، بَعْد الآنَ،
في يَبابِ الوقْت ِ.
كـُلَّـما أجْرَيْتُ واحِدًّا في مُنْحَدَر الكَثيبِ ،
تَـَشْربُه الصَّحْراء..
تُدْني لِعـَيْني مَوْجَ السَّرابِ..
ومَدَّ البِـطاحِ.
كلُّ أنْهاري..
تَتَسرَّبُ مِنْ بَيْن أصابِع صَحْوي..
تمْضي إِلى مَصَبِّ نِسْياني..
ولا أعلمُ مَجْمَعَ المَصَبِّ
ولا مَنْ يَدلُّ جَهـْلي، إلى ما أبـْغي
مِن وُضوحِ المَسارِ
وفَـَحْوى الحَركاتْ.
19.نونبر.2018
==================
قصيدة خاصة بصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب. – لندن
عذراً التعليقات مغلقة