البوذي
عبدالحميد شوقي
_______________________
شاعر من المغرب
-1-
واقفٌ
كما تمثالٌ بوذي..
في الباحة الخشبية
نُسّاك يكنسون الغيوم ببخورهم
و تحت قبعتي يختبئ تاريخ
من بكاء الرواة..
لم يتسنَّ لي أن أرى حضوري
يتفتت في كل رعشةِ ريح ..!
-2-
غيرتُ حذائي
و مواعيدَ قدوم الغد
قذفت بائعة السماءِ بجملة فاضحة..
أشيائي المتلاشيةُ في ركن القلب
عرضتها على أول حكواتي
مرَّ في الظهيرة ..
أيقظت مدينتي النائمة
في دفاتري المدرسية
و سحبت نهديها من حلم المراهقات..
حين فتحتُ شارعا يطل
على غرفة في خواطري
شدني وهمٌ قائظ من أذني
وشجَّ خيالي ..!
-3-
لا عذر لأفكاري
لم تحم رصيفا من دمعة طفل
لم يجد أمه بين الأنامل..
– 4 –
كما يجدر بحكيم ألا يكون
أرتق الخطى التي تآكلت وهي تمر قرب يدي
و في شرود البنفسجة المتبرجة في أفكاري
أشعل أباجورة من فرح
لقصيدة لا تريد أن تتعرى في الظلام..
تفر من الأشخاص الذين تمحو آثارهم
و لا جواب يصفع الأسئلة العصابية
و يلقي بالهدوء
في محرقة القلق المستبد..
كنت أنتظر دوري
لأَفْرَغ لطريقي الهارب من ثمالتي
إلى حيث تتفحم البدايات
و إلى حيث
ينكر علي الصحو أن أكون خادما
لقرنفلة تضج بالرقص
وأنا أمضي..
لا حذاء يترك قلبي
على منحنى النهايات
لا أشجار تنحني
لتحيي ترنحي حين أفتح
زجاجة شمبانيا مستوردة..
و قليل من السماء
يزعج احتفالي بهتاف الرفض
وأنا أشنق الموت
على ضفائر المرحلة التي
تولد في قصائدي..
_______________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة