الشاعرة السورية ليزا خضر..في مشفى المجانين
متلبسة
ليزا خضر
______________
شاعرة من سورية
في مشفى المجانين
كنتُ أتمشى مع قلمِ الرصاص
كأني أصنعُ للصوتِ عُمراً
لا أسألُهُ شكلاً ولا ظلاً
ولا هو تطفّل على نظافةِ أوراقي
**
في الليل كنتُ أتجاهل ثرثرةَ
السرير مع جسدي
و أُخرِجُ من جيبي وزيراً أو شحاذاً
أو ربما حاشيةً من العرق البلدي
ونلعبُ معاً مسرح العرائس
حتى نثملَ
وتقعَ الشراشف في نوبة ضحك
**
حين تأتي ساعة الإفطار
كنت أسرقُ قطعةً من قرص الشمس
وأدسّها في صحنِ الزعتر
كمن يدّخرُ بعض اللونِ لشحوبهِ الشتوي
وأصنع برلماناً من حباتِ الزيتون
أتواطأ معها
نهيئ أفخاخاً من أوراق النعناع
لروائح الفمِ المتسكعة في الخطب
ويبدأ رسمياً تنظيفُ المنبر
**
كنتُ أقبضُ على الروائحِ
أنثرها على طاولتي
وأتناولها في رئتي كحلاوة الروح
لكني
أضعتُ سَكْرَتي في غمضةِ خيال
عندما غيّروا عناويني
وأفرغوا حقيبتي من الدروب
والأفخاخ
وأقلام الرصاص
ووضعوا لي عنواناً لم أسكنهُ يوماً
هنا تقيم
“مريضة الأنسنة“
_____________________________________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
اليس الشعر فن والفنون جنون فهي دخلت في المجال الطبيعي لها كشاعرة