قُبعة العدمْ
خليفة الدرعي
___________________
شاعر من المغرب
على حَجَر حزنك القديم..
يسيل أزرق الوقت الرتيب
تتلون نقوشه/ جراحه .. برمادي ملون
تفر الفراشات خارج مزاجك الرهيب
إلى ربيع أجمل
تجلس وحدك ، ترعى كل هذا التعب
كوثن غريب
في ذاكرة معطوبة
…………………………………………..
النوافذ.. ثقوب مربعة
في هندسة الوقت..
تطل على فراغات القلب
و العابرون
كتل سوداء أحرقت فرحها الحرب..
خبئي الغابة الوحيدة تحت النهد
سنحتاج هواء نقيا
يسع هذا الغزل الطري
هربي ما تبقى من البلد
في حقيبة ..
و سافري
تفشل الجمارك دائما
في فك خرائط العشق
…………………………………………..
الطرق..
صديقة العزلة العالية
و الأشجار…
فسيفساء القلق المنفلت
فسحة الصمت الرقيق..
شريان الوقت الذي لا يضيق بزحام العالم
يبحث الشاعر في مداها
عن وجه أصيل للفجيعة.
الطرق معبر للحدائق المعلقة
في ليل امرأة تهندس فتنتها على جسد الزهو
وتشرب البن في المقاهي الشريدة
الطرق
صديقة الشتاء التي ينحت الشاعر شكلها
ويخاصرها في ليالي البرد الثقيلة
ويسيح مجنونا يفتض فرح المدن الحزينة
و يشرب كثيرا
حتى لاتجف الورود الصغيرة في الروح
يسافر دائما في المعابر
كرحالة أبدي
…………………………………………..
الشاعر..
كل صباح يعتلي شرفة في الغمام
ويفتح صدره للريح
دون الخوف من رصاصة طائشة
دفن كل حروبه في كأس
وداس على الأرض في سهرة راقصة وصاخبة
…………………………………………..
الليل صديق أعمدة الضوء
خريطة التائهين المثقوبة
كشق عدم منفلت..
عباءة السارقين وهم ينهبون فرح العالم
الليل
قصيدة أخيرة في مذكرات عازفة إرلندية…
فراغ أثير لمن أدمنوا كأس الفجيعة
وهم يحدقون في الفراغ
ويشكلونه مربعات
على جسد الريح ….
الليل من أسماء العدم
قبعة للعشق المنفلت
في دم الوقت
___________________________________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة