لك اشجاني يا وطني
حكيم نديم الداوودي
1
في الحلم
في الحلم رأيتك مراراً تلمع سكاكين عتابك خلف سريري.. وكأنما تود حزّ وريد أنفاسي.. أبعد عن حلمي كوابيسك الحبيسة بين ثنايا ضحكتي الآفلة.. وأترك لنومي قليلاً من الهناء والراحة من مشاغل العيش. دعني التفّ بدفء نعاسي وأتدثر بغطاء حلمي الجميل.. دعني وأحلامي وأمنياتي الحبيسة المكتومة عن الخلائق.. دع أحلامي تتنزه على شاطئ الواقع المرير وعلى شاطئ الراحة الأبدية ..
أنا الآن وفي كل ساعة إضافية ضيف دائمٌ على مائدة أفكاري.. في عقر داري الحيرة توبخني أن أتخذ أصعب قراري.. في جوٍ ملبدٍ بالحيلة والتحايل والمكر.. في هذه البيئة الموبوءة بدبيب النخر لتلافيف الأفكار لا…. لا لن أتخذ قراري. .
2
لِمنْ ستكون الغلبة؟
في ساحة الغضب.. أرنو جمرة اللهب تلهو عصافيري .. تبحث مناقيرها عن أغنيات المنفى.عن غرائبية في معاني المتاه.. ربَّما سيترك صديقي هذا المكان بلا وداع ..وسيغسل جراح بُعده من غسلين التعب.. يتخطى يوماً مشاكسات مشواره..أنا سأشرب معه نخب نجاته وأفتح لضحكته بوابة روحي.. هو كتوأمي خير مني وأجدى..هو قبل الغياب كان صرحاً من التفاؤل والمسرات.. كان يتبضع كل يوم مثاقيل الفرح من ضواحي مدينة الأعراس ويضع أنغامها في مزماره.. ما كان يعنيني اليوم بعد الضياع ما بين الأمصار.. وما يعني لي عام -1998- زمن التشرد والفوضى، ولا أسماء دهاقنة التهريب.. ليست الاّ صخبٌ.. شغبٌ.. رمادٌ.. وخرقٌ للمألوف عبر الحدود.. كان همّنا ترك البلد لأبالسة السياسة عبر هدير التهديد والصخب.. لم ندرِ من بعدنا ، لمنْ ستكون الغلبة؟..
3
غليان
غليانٌ مستورٌ.. كبتٌ منظور.. قمعٌ.. وقتلٌ.. وإهانة مقصودة موصولة للجد وللأب والولد والزوجة.. زمن متصل بأوهام غابرة المتماهى في رحاب غد غائب.. آه يا هذا ألا ترى عجلة الدنيا من لا يبالي بها.. والدرب إلى اللاعودة سالكٌ سائبٌ، يجري وفق مشيئة أساطين المهربين.. سكونٌ مطبقٌ في الطريق.. يلفه الخطر والضّياع.. الويل للويل من يجرع كأس ندمه يحطِّم كؤوس غضبه أمام صاحب الأقدار اللَّعينة.. هناك يولول اليأس من فرط التأمل.. أنت من بعدي حبيسة ذاكرة لا تسترجع يوميات رحيق الياسمين. اعذريني للإرث الثقيل.. تركت لك حقيبة من أشجاني وراء بوابة الوطن المبللة بوابل الخراب والوحل..
شاعر وفنان تشكيلي من العراق
عذراً التعليقات مغلقة