قناعات راسخة .. قصة قصيرة للكاتب المغربي محمد مبشور

11 ديسمبر 2018
قناعات راسخة .. قصة قصيرة للكاتب المغربي محمد مبشور

قناعات راسخة 

محمد مبشور

قاص من المغرب

لالة سعاد كانت تكره الضفادع شكلاً و مضموناً، منذ أن أخبرتها امها انّ لمسها يصيب بالحمى و أن أغلبها شياطين و مسوخ مختبئة في شكل تلك الضفادع.. و ذات يوم حين بسط

استاد العلوم الطبيعية  ضفدعة امام التلاميذ كانوا قد اصطادوها قبلا لاجراء تجربة عليها و تخريب جهازها العصبي بابرة صدئة  قديمة ربما استعملت مع اول سنة لتدشين المدرسة و اخترقت نخاع مئات الضفادع و ستخترق حتما ضفادع أخرى.، افلتها واحد من اولئك التلاميذ و قفزت هذه الاخيرة و لمست وجه  سعاد فصرخت الاخيرة رعبا و اشمئزازا  بعد ان احست بلزوجة جلدها على وجهها فازداد كرهها لها كثيرا ، و استمرت على تلك الحال سنوات طوالاً، الى أن اتى في احد الايام اربعيني في سيارة رباعية الدفع   رفقة امه و خالته و اوخواته النساء و و بناتهم و طرقوا باب شقة اسرة سعاد الكائنة في الطابق الخامس قاصدين خطبتها، فوافقت اسرتها بسرعة خصوصا بعد أن أخبرهم الاربعيني بكونه يملك ضيعة فلاحية كبيرة على مشارف المدينة و عدة عقارات و اشياء أخرى .فوافقت أسرتها بسرعة ، و بعد أن اخدها الاربعيني الى بيت الزوجية المتواجد وسط الضيعة،  غيّرت سعاد  اسمها و اصبحت الجميع يناديها بلالة سعاد و اكتشفت  ان الضيعة   تشرق  شمس الصباح   عليها كل يوم على صوت الديكة  و تغرب بها على صوت نقيق الضفادع  التي تستمر ليلا  لتتغزل في النجوم ، و لكن لالة سعاد تنكرت بسرعة  لكرهها للضفادع و أعلنت أنها تحبها و  ان ذلك النقيق سيمفونية  في اذنيها  و تلك المخلوقات المسكينة انها بريئة من كل ما قيل عنها، قالت ذلك وهي تتذكر الصعود الى  الطابق الخمس كل يوم  دون وجود مصعد  كهربائي و تذكرت ايضا الباص  المزدحم ،و  طلبات العمل  دون فائدة وجمعيةالقروض و أغاني عاطفية جميلة و جلسة المقهى في الطابق العلوي رفقة صديقها .

=================

قصة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com