قناعات راسخة
محمد مبشور
قاص من المغرب
لالة سعاد كانت تكره الضفادع شكلاً و مضموناً، منذ أن أخبرتها امها انّ لمسها يصيب بالحمى و أن أغلبها شياطين و مسوخ مختبئة في شكل تلك الضفادع.. و ذات يوم حين بسط
استاد العلوم الطبيعية ضفدعة امام التلاميذ كانوا قد اصطادوها قبلا لاجراء تجربة عليها و تخريب جهازها العصبي بابرة صدئة قديمة ربما استعملت مع اول سنة لتدشين المدرسة و اخترقت نخاع مئات الضفادع و ستخترق حتما ضفادع أخرى.، افلتها واحد من اولئك التلاميذ و قفزت هذه الاخيرة و لمست وجه سعاد فصرخت الاخيرة رعبا و اشمئزازا بعد ان احست بلزوجة جلدها على وجهها فازداد كرهها لها كثيرا ، و استمرت على تلك الحال سنوات طوالاً، الى أن اتى في احد الايام اربعيني في سيارة رباعية الدفع رفقة امه و خالته و اوخواته النساء و و بناتهم و طرقوا باب شقة اسرة سعاد الكائنة في الطابق الخامس قاصدين خطبتها، فوافقت اسرتها بسرعة خصوصا بعد أن أخبرهم الاربعيني بكونه يملك ضيعة فلاحية كبيرة على مشارف المدينة و عدة عقارات و اشياء أخرى .فوافقت أسرتها بسرعة ، و بعد أن اخدها الاربعيني الى بيت الزوجية المتواجد وسط الضيعة، غيّرت سعاد اسمها و اصبحت الجميع يناديها بلالة سعاد و اكتشفت ان الضيعة تشرق شمس الصباح عليها كل يوم على صوت الديكة و تغرب بها على صوت نقيق الضفادع التي تستمر ليلا لتتغزل في النجوم ، و لكن لالة سعاد تنكرت بسرعة لكرهها للضفادع و أعلنت أنها تحبها و ان ذلك النقيق سيمفونية في اذنيها و تلك المخلوقات المسكينة انها بريئة من كل ما قيل عنها، قالت ذلك وهي تتذكر الصعود الى الطابق الخمس كل يوم دون وجود مصعد كهربائي و تذكرت ايضا الباص المزدحم ،و طلبات العمل دون فائدة وجمعيةالقروض و أغاني عاطفية جميلة و جلسة المقهى في الطابق العلوي رفقة صديقها .
=================
قصة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة