“بنت عبد السلام”
الزبير خياط
________________
شاعر من المغرب
“بنت عبد السلام”
إلى روح الشاعر الكبير عبد السلام بوحجر
هل تُبادِلني الشعرَ يا صاحبي ؟
هَاكَ ” وقتيَ ..
بين المديحِ وبين الرثاءِ”
و هاتِ “مَهَا” !
قال : خُذْها .. وَلَنْ ..
لن يُصَدِّقَكَ الناسُ يا صاحبي
فَـ “مها” بنتُ عبدِ السلامْ .
أنتَ تعرفُ كيف يُرَبِّـي أبٌ بِنْتَهُ
كنتُ أَهْدَيْـتُهَا
– قبلَ مولدِهَا أَمْسِ-
خَمْسَةَ عَشْرَ جِنَاساً ،
وكلَّ استعاراتِهَا .
ثم لن تستطيعَ قِرَاءَتَهَا
سوف تُخْطِئُ في نَبْرَةِ الصوتِ ،
تَجْهَلُ ..
كيف تَمُدُّ يديكَ لِجُمْهُورِهَا ،
فـ “مها”
ليس يقرأُها غيرُ عبدِ السلامْ .
ثم يا صاحبي لـ “مها” إِخوةٌ
“رقصةُ الوصلِ” ثم ” طقوسُ الْمَليكَةِ ”
لا يُشبهونَكَ
فالقصائدُ مِثْلُ بني آدمٍ
هيَ تُشْبِهُ في الدمِ آباءَها !
دعكَ منها ،
وضع يَدَكَ الآن في جبهتي ،
اُتلُ لي
ما تَيَسَّرَ عن شاعرٍ مُهْمَلٍ
جاهليٍّ
على طللٍ لحبيبتهِ
أو حديثٍ
يُعَدِّدُ خَيْبَاِتهِ ،
لا أريدُ الكبارَ
فقد أخذوا حَقَّهُمْ .
قلتُ عفواً ،
أما زلتَ في الشعرِ ؟
خِلْتُكَ أُنْسِيتَهُ ؟
قال : نصُّكَ في الـمُتدارَكِ
مثلُ “مها”
أَذْكُرُ الآن كلَّ زِحَافَاتِكُمْ ،
وأراكُمْ وما تَسْطُرونَ
فأنتَ ” الزبيرُ”
وتلك “أمينةُ” في فاسَ
تجمعُ سَجَّادةً
بعدما أَكْمَلَتْ لي الدعاءْ .
حسنا،
قلتُ أنتَ بِخَيْرٍ إذنْ
لم تَعُدْ تذكرُ الظبمَ
قال : وما الظلمُ ؟
هل هو بَحْرٌ جديدٌ بِأَوْزَانِكُمْ
أيها المحدثونَ ؟
أنا ما أزالُ هنا شاعراً
وقليلونَ مثلي
ففي الموتِ ،
ليس سوى الباذخينَ
قرأتُ عَلَيْهِمْ “مها”
ودخلتُ بِهَا حَضْرَةَ الشِّعْرِ
خلفي تَساقَطَ كُلُّ الغُثاءِ
فليس هنا ناقدٌ
سيقدِّمُ قبلي جَمِيلَتَهُ في الدخولِ
“مها” صكُّ غفرانِ هذا المقامْ .
صاحبي
طِبْ أنا الآنَ في خيرِ حالٍ
سوى الشوقِ ،
في الموتِ نَشْتَاقُ أكثرَ
نقرأُ سِرَّ القُلُوبِ ،
نَرَاكُمْ متى تَدْمَعُونَ
فبلِّغْ أحباءَ قلبي السلامَ ،
أراكُمْ قريبا
إذا أَسْعَفَتْ زَحْمَةُ الوقتِ مِنكمْ ،
أراكُمْ إذا جئتُ في بَالِكُم
حِينَهَا في المنامْ .
زايو 1 يناير 2019
* “مها” : من روائع الشاعر عبد السلام بوحجر .
* ” وقت بين المديح والرثاء” : أحد دواويني الشعرية
*”رقصة الوصل” و “طقوس الملكة” : قصيدتان للشاعر عبد السلام بوحجر
_________________________________
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب / لندن
عذراً التعليقات مغلقة