هايكو اَلشَّاعِرُ المُتَيَّمُ بِالحَدِيقَةِ
إدريس علوش
شاعر من المغرب
زَاهِدٌ فِي كَأْسٍ
وَ المَطَرُ
مِظَلَّةُ حَدِيقَةٍ.
***
فِي حَدِيقَتِهَا
يُزْهِرُ الرَّبِيعُ
وَ أَنَا.
***
أَصْطَادُهَا
قَصَائِدُ الهَايْكُو- هُنَاكَ –
مِثْلَ فَرَاشَاتٍ.
***
مُتَيَّمٌ
بِالزَّغَبِ المُنْسَابِ
فِي سِيَاجِ حَدِيقَةٍ.
***
اَلسَّوَادُ
الذِّي غَطَّى مَحَارَةً
فَضَحَتْ سِرَّ الجَدْوَلِ.
***
فَائِض قِيمَة
هَذَا الحُزْنِ الذِّي يَعْتَرِيكِ
بَعْدِي وَ الخَرِيف.
***
إِلَى جِوَارِكِ
السَّمَاءُ قَرِيبَةٌ
مِنْ غَيْمَةٍ حُبْلَى.
***
فِي حَوَاشِي المُثَلَّثِ
اسْتَعَدْتُ الفِطْرَةَ الكَاشِفَةَ
لِسِرِّ الخَلِيقَةِ.
***
فِي شَرْخِ جِدَارٍ
كَانَتِ الوَرْدَةُ مُنْتَشِيَةً
كَحَدِيقَةٍ مُعَلَّقَةٍ.
***
مَشْدُوداً – هَكَذَا –
إِلَى اللَّمَعَانِ المُضِيءِ
فِي شَوْكِ وَرْدَةٍ.
***
تَكْبُرُ المُدُنُ
يَكْبُرُ الصَّدَى
وَيَفِيضُ المَاءُ.
***
لِظِلِّي
لِظِلِّ الدَّوْحَةِ الوَارِفَةِ
لِرَقْصَةِ البَلَشُونِ ، لكِ.
***
فِي فَنَائِهَا
انْسَدَلَ اللبْلَابُ
رَعْشَةً فِي ضَوْءٍ.
***
كَأَنَّهَا فِي دَائِرَةِ اللَّمَعَانِ
– أَشِعَّةُ الشَّمْسِ – تُرَاقِصُ
بِمُفْرَدِهَا ظِلَّ السِّيَاجِ.
***
كَأَنَّ الحَدِيقَةَ
فِي سِرِّهَا مُرَصَّعَةً
بِحَوَاشِي قَافِيَةٍ.
***
كُلُّ هَذَا العُشْب
لِيُخْفِي اليَنْبُوعُ
فِضَّةَ المَاءِ.
***
أهٍ
مَنْ أَسْقَطَهَا غَيْمَتِي
فِي بُحَيْرَةِ الحَدِيقَةِ؟
***
صُورَةٌ
رَقَصَتْ لِظِلِّي
وَلِنَجْمَةٍ فَرِيدَةٍ فِي خَيَالْ.
***
قَطَفْتُ حَبَّاتِ الكَرَزِ
وَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ البُسْتَانِ
كَانَ الدُّورِي حَائِراً مِنْ أَمْرِ مِنْقَارِهِ.
***
وُرَيْقَاتُ شَجَرَةٍ
اسْتَفَاقَتْ فَجْأَةً فِي يَدِي
لِيَنْزَاحَ الخَرِيفُ عَنْ صُفْرَتِهِ.
***
شَقَائِقُ النُّعْمَانِ
مِنْ فَرْطِ احْمِرَارِ الابْتِسَامَةِ
اسْتَمَالَتِ الشَّمْسَ وَ الأَشِعَّةَ.
***
اَلجَنَّةُ تُفَّاحَةٌ
مِلْحُ أَرْضٍ
وَسِيقَانُ وَرْدَةٍ.
***
لِسَانُ آدَمَ
لاَمَسَ مَحَارَةَ الحَدِيقَةِ
لِيُمْطِرَهَا فِي رَعشَاتِ ذِرْوَةٍ .
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة