رماح بوبو
شاعرة من سورية
-1-
لا تلدغني
يا شعر
أيها الثعبان اللطيف
الذي
أدفأتُه في جيبي
أصابعي
تتحرّق
لِلَمسِك
هلا.. غيّرت
نهاية الحكاية ؟.
-2-
طاحونة الكبّة
ما الذي قد تفعله امرأةٌ
بكنزةٍ أبلتها الحرب
سوى أن
تقصّ أزرارها بموس حلاقة
أن تحلّ خيوطها
.. و تغزلها ثم
تحلّها
وتغزلها أقصر
سوى
أن تذهب لبائع الخضار
تسأله عمّا لا يعرض من بضاعة
ليناولها
نظرة بلهاء
تحملها
تخبئها في حصالتها
و تمضي
تلتقط من مقبرة السيارات…
رجلاً صدئاً
تفركه بالكاز
تعيد ترتيب حواسه
تعلّق في عنقه آية الكرسي
وإذ يغدو جديداً
تجلِسه تسرد على مسامعه
ما تيسّر من مفاتنها
فإذا
أخذت نياشينه بالطقطقة
أسرعت لوضعه
في
طاحونة الكبّة
لتمضي
إلى
كنزتها
من جديد!.
-3-
أنا هي الآنية
كأني بك
تحكُّ عشبَك بريحي
وتقول.. كوني الهبوب
و يأخذني حكمك العرفي إلى
زنزانة القهقهه
فأدلي صاغرةً
باعترافي الذي ارتأيت
بلى.. أنا هي الآنية
محجُّ المفاتيح العتيقة..
بطاقات الأطباء
حبات السّبحة الفارطة
و أزيد
أنا البئر ملعونة
تأكل يوسف الحسن
وتمصمص. بعينيها الحمراوين عَظم نِداه
وأنا الثُّقب الأسود
يبلع ماشاء له هواة
التصاريح الرسمية
من أرومات البنوك.. و..
يبلعني.. فاكهةً مستحقةً عمّا
جنته يداي
أيها المترف بالنّبوة
دع سليمى
في مزارات البكاء
تحرق أحلامها بخوراً
و تنذر للرّيح زغاليل أنوثتها
وترجّل
حبيسةُ نردي أنا
طاولةٌ.. لو ملتُ
ستسقط مصاحف من حِرز عواصمها
ستكنس شياطين الخماسين صغار التوت
وتدمى سهرة العائلة
سيخنق اليقطين
جذع الدالية
يغبطني سيف دون كيشوت في مجازك
وأفكر
زيادةً في جرعة الإعجاز
أن
آكل
طواحينك
لأرى
كيف
ستطعن خيبتَك
إن
خوت ساحتك على غفلةٍ من
لعنتي القاتلة.!.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش– ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة