كَائنُ السِّحْرِ*
أمينة المريني
شاعرة من المغرب
ماكنتُ أحسب أني هاهنا أقف
وقد طوتك اللحود السمرُ والسجفُ
وأنك اخترتَ هذا البينَ يخرِمني
بالنائبات اللواتي فوق ما أصف
بالقاصمات قصمن الروحَ من كمد
بالداهيات و في انيابها التلفُ
بالموريات قدحنَ الحزنَ في كبدي
حتى تساوى زلال العيش والشظفُ
فما خناسٌ إذا سحّتْ محاجرُها
وانفضّ من حولها الاخوانُ وانصرفوا ؟
في الروح ألفُ خناسٍ لا تهادنني
يهمين بالدم والجمر الذي يكِفُ
على فتى في اسمه صخر، و في دمه
فخر، وفي القلب هذا اللين والرهَفُ
في صدره الريفُ أبطالا وملحمةً
من الشموس على العينين تنخطف
ابنِ الجبال اللواتي قد رضعن دما
من الإباء، وهذي الشمس تغترفُ
في إسمه الريفُ احجارا مسوَّمةً
للغاصبين ومن مالوا أو اعتسفوا
في شِعره الريفُ أنساما مُحلِّقةً
في عزمه من أسود الريف ماعَرفوا…
في ضلعه نبتت قيثارةٌ عَزفتْ
سحرا لهاروتَ قد بزّ الألى عَزفوا.
يجثو البيانُ لدى إعجازه كلِفاً
والمرجِفون تواروْا بالذي اقترفوا….
~~~~~~~
إني أرى عبقراً قد ضجَّ من كمد
والنابغين على جمر الغضا وقفوا
ما(للمها)1 وجمتْ والكأسُ باردةٌ
والغِيد من حولها بالحزن تُكتَنف؟!
حتى المرايا على هالاتها غبَش
فما رأت سحرَها الحسناءُ إذ وصفوا.
أوحى له اللهُ : أنْ صغْ للمها عُرُشاً
تكنْ دليلا على الأشعار تُرتَصَف
قد بان من صَبَّها للعين لؤلؤةً
حتى بكى حولها العشاقُ وانخطفوا
في رعشة الناي ( ياهيلينُ ) 2 في دمه
حيث العناقيد بالاسرار تُرتَشَف
من آخر الرئة الجرحى، ومن ولهٍ
يأتي البهاءُ، وهذا الضوء والهَيَفُ.
~~~~~~
هل كان ذنبَك هذا الشعرُ في زمن
الوائدون طغواْ والعِي والخرَفُ؟
و للشويعر في أفيائه ترَفٌ
وللنوابغ في الأدبار منكَسَفُ؟
هل كان عدلا فتُقصى في بلابله
ويحضُنَ الدوحُ من هامواومن سخُفوا
فاهنأْ بتاجك والصرحِ الذي سمكتْ
يُمناك.. إن وفود الشعر تعترِف.
~~~~~~
إني أكذِّب أني لا أراك هنا
إني أراك وطيف النور ينكشف
تصبو إلى الأجمل الأبقى وتسبِكه
كما يشاء لك الإلهامُ والشغفُ
لا شيء يمنحك الأرقى سوى شممٍ
و كائنِ السحر في الأعضاء ينجرف
إني أصدِّق أني ظِلُّ غاديةٍ
وأصدقُ الكِذْب أني هاهنا أقف
غدا أسيل على درب الغروب صدىً لعل موعدَنا يسخو وينعطف
ولو وُهِبتَ من الآمال أفسَحَها
لَوَفّتِ الياءُ ما قد أخلف الألِفُ
فقل لمن شمتوا بالموت : إن لهم
هذا الشعارَ غدا يُشرَى ويُلتَحَفُ
*******
أخي ، أخي سيدَ الفرسان يا عَلَما
أوتادُه النبلُ و الإخلاصُ و الشرفُ
أخي، أخي، ظلّيَ الفينانَ في حُرَقٍ
إنْ عَزَّ في الناس هذا الظلُّ والكَنَفُ.
فاس يوم 24/1/2019
*مها1، وهيلين 2 ، قصيدتان للشاعر من أجمل نصوصه.
**النص الشعري الذي شاركت به الشاعرة أمينة المريني يوم السبت 2 فبراير/ شباط 2019 في تأبين الشاعر عبد السلام بوحجر، بمدينة وجدة المغربية.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش– ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة