كَشُعْلَةِ اُلْغَيْمْ
أحمد بلحاج آية وارهام
يَتَنَفَّسُ فِي شُرُفَاتِ اُلزَّمَانِ
يُبَـرْطِـمُ
تَاجُـهُ مَخْمَصَةٌ
وَفَحِيحُ اُغْتِلَامٍ،
هُوَ اُلْغَابَةُ اُلْمُسْتَحِمَّةُ
فِي مَطَرِ اُلْغَيْبِ
أَنْفَاسُهُ شُعْلَةُ اُلْغَيْمِ
تَمْطُو اُلْمَدَى.
حِينَمَا شِمْتُهُ
أَجْهَشَتْ فِي ضُلُوعِي اُلْأَقَاصِي
وَأَسْبَلَتِ اُلْكَائِنَاتُ جُفُونَهَا
بُهـْرًا
وَذُعْرًا،
أُرَانِي عَلَى كَفِّهِ قَطْرَةً
مِنْ غَوَاشِي اُلْخَبَالْ
وَدَمـًا….
تَتَكَسَّرُ فِيهِ اُلْأَمَانِي
مَشِيئتُهُ شَبَحٌ
تَتَلَوَّبُ فِيهِ اُلظِّلَالْ.
* *
خِلَاسِيَةٌ خُطُوَاتُهُ
تُطْعِمُ أَحْصِنَةَ اُلْبَرْقِ
حِنْطَةَ طَبْعِي،
سَوَاعِـدُهُ
جَدْوَلٌ مِنْ رُغَاءْ
أُبَحْلِقُ فِيهِ
يُمَشْمِشُ عَظْمِي كَشَاشِ اُلقَصَبْ
يُشَكِّلُ مِنْ سَاعِدِي قَرْيَة لِفِرَاخِ اُللَّهَبْ
وَمِنْ عُنُقِي مِئْذَنَهْ
تَفِيضُ بَسَاتِينُ آلَامِهَا
فِي فَضَـاءٍ
تُمَدِّدُ فِيهِ اُلْمَنِيَّةُ أَعْضَاءَهَا وَ اُلْبَلَايَا تُكَرْكِرُ كَاُلْمِقْصَلَهْ،
إِلَى أَيِّ أَرْضٍ أَسُوقُ مُزُونَ اُلْخَيَالْ
إِلَى أَيِّ لَوْنٍ أُرَقْرِقُ عَيْنَيَّ ؟
هَذِي اُلثَّوَانِي مُدًى
وَاُلْوَسَاوِسُ عَنْزٌ
تطَرِّزُهَا غَبَشَاتُ اُلْفَنَاءْ.
* *
صَدِئَتْ مِنْهُ رُوحُ اُلسَّمَاءْ
صَدِئَتْ مِنْهُ رُوحُ اُلتُّرَابْ،
هَلْ أَنَا بِئْرُهُ؟
كُلَّمَا بِـاُلدِّمَاءْ
بَشِمَتْ نَفْسُهُ
صَبَّ فَوْقِي قِنَاعَ اُلْوُجُودْ.
* *
أَلْقِهِ
فِي قَلِيبِ اُلْحِكَايَاتِ
مُنَّةُ حَرْفِكَ نَبْضُكَ،
وَاُمْضِ هَوًى فِي ضَوَاحِي اُلْأَبَدْ
لَنْ يُذِيبَك
إِنْ أَنْتَ رَبَّيْتَ ظَبْيَ اُلْأَمَلْ
لَنْ يَـرُوزَكَ
إِنْ أَنْتَ سَمَّيْتَ ذَاتَكَ
مَسَّحْتَ مَا اُنْكَتَبَتْ بِِهِ بَدْءًا،
هِيَ اُلْوَقْـتُ
يَدْحُو رَغِيفَ اُلضِّيَاءْ.
ـــــــــ
مراكش/ الرباط
غشت/شتنبر 2011م
قصيدة خاصة لقريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة