” جرائم كاملة “
عبير سليمان
شاعرة سورية
دعكَ من المواربة
فتلك الجرائم كاملة ونحن ارتكبناها معاً
كنّا بديعَين بآثامنا
مثل فرسٍ جامحة تطوي تحت قوائم الريح كلَّ الخيول الهزيلة.
أحببتك لأنك قرصان مفتول الغوايات
تهرّب لي ما غنمتَ من ذهبٍ وفرح،
فأختال بما ظفرتُ و أخشخش بأساور الغنج بين النساء،
لم أكترث أبداً لصليل سيوف العسس،
كنت أغفو على زندك قرب وشم الخنجر المسنون كبرق؛
أضحك و أقول :
طوبى للسفن التائهة التي زفّتك إليّ،
للبِحار، للأشرعة المقفّاة …للخليل!
و أحببتني لأنك استطعت سكب أقمارك
في فناجين المسافات الممتدة بين لياليك الحالكة وانحناءة خصري..
أحببتني أيضاً لأنني شاعرة تتقن حيَل البحارة :
فمرّة أخفي صناديق الغزل خلف خزانة مجاز سرية،
ومرة أغطي جواهرنا باستعارة أو تورية أو كناية ،
وتارة أفتح أقفال السطور كي نتزيّن بلآلئ اللغة،
وهكذا
يمر الناس دوماً على القصيدة
دون أن يدركوا أنها…
خريطة كنز!
قصيدة خاصة لصحيفة قريش- ملحق ثقافات وآداب- لندن
أعادتني الشاعرة عبير سليمان الى قصائد النثر ، التي فجرها الشاعر الكبير المرحوم محمود درويش ، هذا من حيثُ الشكل ، والسياق الشعري ، أما من حيثُ المضمون ، أرى ان الشاعرة تجيد جلد النفس ، كما أنها تجيد الانتقال من حيز شعري الى آخر ، مع الاحتفاظ بالرؤيا الراقية ، في الشكل والمعنى ، كأنها تخبئ سرَ الكنز … شكراً لهذا الابداع الراقي الشاعرة السورية عبير سليمان .