ندى الحاج شاعرة لبنانية…تُوقظ النائم، وفي الزرقة تهيمْ

31 مايو 2019
ندى الحاج شاعرة لبنانية…تُوقظ النائم، وفي الزرقة تهيمْ



لن يفتنَ القلبَ إلا سواه

ندى الحاج

ندى الحاج

شاعرة من لبنان

خُطوات

إستيقظْ أيها النائم!

خطواتكَ الزرقاء تفرش الأمكنة

تُجدِّد الطرقات تهيم بين المساحات

على وجهها بين حبّات السبحة البيضاء تهيم

أناملها ترتفع خاشعةً متضرّعة

حبّةً حبّةً حجراً حجراً في الزرقة تهيم

لا مَن يوقف الطريق والرفيق

لا مَن يوقظ النائم إلا الصديق

الذي افترش قلبه بالأبيض الرقيق

حريةً تعلو حجارة الأرض الزرقاء

ترسو في مرافىء الروح الوسيعة

وتستيقظ مترنّحةً بأصوات الخطوات الخفيّة.

عِرْفــان

سالَ الظلُّ شاهقاً على عبَق النهار

ودارَ يطوفُ باحثاً عن رائيه فلمْ يرَه

إلا مستتراً في جبّة الضوء وأكمامه من نار

لو لففتَ الدنيا والعباد

لن يفتنَ القلبَ إلا سواه

ولن تفنى إلا في ذَراه…

في القول وجدان

في الصمت عِرفان

وفي الصلاة روحٌ جلال

أنتَ حرٌّ في الإنعتاق

حرٌّ في التخطي

حرٌّ في القلب

إذ ذاك تصير المطلق ويحويك.

أمواج البرق

من قلب اللحظات تنبض الذكرى رهيفةً صادقة وحَرّى

العمر الذي ركض نحو الفجر صار شمساً

والعمر الذي ينتظر وراء الشجر المسحور صار سحراً

بين وريقات الفجر على قطرات الندى أمشي

لا أرى سوى زرقة الليل المنطوي على قبلات الصباح

لا أعدُّ الثواني ولا يهمني الزمن

لبستُ طاقية الخفاء وامتطيتُ البُراق المجنّح

سكنتُ الغابة المسحورة في الكوخ السحري

وقصر الأحلام حول مائدة السماء

حدَّثني الجنّ وسامرتْني العصافير

كتبتُ لغتها  وفتنتْ بي

أحببتُ الزهور البرية ورائحة البخور

ما من هواء إلا واخترقَني حتى نبتَ لي جناحان

تمازجتْ أمواج البرق

وُلدَ العشق شاهقاً من أعلى الهرم

سادَ الصمت برهةً وانطوى الزمن

إليكَ أمدُّ يداً سرقت النار وأشعلتْ العالم

أمنحُ زهوَ القلب وفطرةَ اللؤلؤ

أكتبُ سرّي وإسرائي

أخترعُ نبضي وتحليقي. 

أثيــــر

في غمرة الانتظار تمخر عُباب الشوق

وفي حضرة الحياة تستعر اللحظة ولا تنتظر

سِيّان إنْ متَّ اليوم أو غداً

ما دمتَ ترتوي منها وترويك

أعطِ ولا تسلْ فأنتَ خاطفٌ زائل

إمنحْ ذاتكَ ولا تمهلها لِمن فتحَ قلبك بالبرق

في اللحظة التي تلتقط فيها الحياة

أرسمْ نافذةً بلا إطار وانفخْ على الفراشات لتطير

في اللحظة الحاسمة لوِّن زجاجها بالسماء وحلِّقْ

لا تتذكّر سوى نفناف الأثير

سلامٌ لِمن تمطر عليه الأهازيج

وتتسوّل في قلبه الذكريات

تلك التي تنسانا في عناق وتتركنا في رياح

والحياة رنين ما بعدَه طنين ما بعدَه حنين

يفلت مني الأسر لتلاقيه روحي

في سحْرٍ مالكٍ ورهيف

يدعوني ويختفي

يرمقني ويختفي

له البصرُ والبصيرة

لي النفَسُ والوتيرة

له ما له

لي ما لي

الأثيرُ لنا والبريق

والوعدُ بيننا أكثر من عميق.

أربع قصائد تنشر أول مرة، وهي من الديوان الجديد للشاعرة ندى الحاج الذي لم يصدر بعد، خاصة لصحيفة قريش- ملحق ثقافات وآداب- لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com