أتذكّر
فينوس فائق
اسكبُ عليّ بعضاً من ماء هذا النهر المالح و
أغتسل بكلّ هذه الحكم
بكلّ هذا الظلام
أعصر ذاكرتي
لأتذكّر……
فيتساوى غباءي بإيماني
الله جلّ ما أراه في الرؤيا
أتحايل على الطبيعة بسذاجة دنيوية
و مزاج ربوبية
أمشط شعري أمام مرآة هيباشيا
و أخرج من النافذة خلسة
أشتري الشكَ باليقين
و أقتل الغباءَ بخطيئة بيضاء
فيسلخون جلدي و يبترون أصابعي
و دمي، يسقون به غابةً من رذائلهم
و يطير فكري دونما حدود
يتمرّد علي
فأخرج من رأسي و
و أعود إلى ال”أنا”
فأتذكّر……
أنتف شعر جلدي
أغتسل كما لم أغتسل منذ ألف عام
يخرجون بلحاياهم من تحت جلدي
تخرج روائح أصواتهم من تحت أظافري
فيتلاشى الوجع
يموت قدري
و يموت خوفي
و يتحوّل الله في صدري
إلى زقزقة العصافير
و تستفيق الدهشةُ في عروقي
و أستفيق على موسم آخر
و أتذكّر…
أنّني نزعتُ عنّي صخرة
و إرتديت نهراً
ثم إرتديتُ ريشَ عصفور
و مازلتُ أغتسل بكلّ هذه الحكم
بكلّ هذا الظلام
أعصر ذاكرتي
لأتذكّر……
===================
قصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة