قصيـدة
للشاعـرة والمغنيـة الشيليـة
فيوليطـا بـار
Violeta Parra
14/10/1917 – 05/02/1967
ترجمهـا عـن الإسبانيـة
و
قـدم لهـا
عبـد السـلام مصبـاح
إضاءة
ولدت فيوليتا باراVioletaParraسنة04/10/1917بسان كارلوس/ نيوبلي، وهي بلدة تقع جنوب الشيلي، قريبة من مدينة شيجان. كان والدها ينتمي إلى الأسرة التعليمية وعلى إلْمام بالْموسيقى، أما والدتها فكانت فلاحة.
قضت في المدرسة سنة واحدة، ثم تركتها فجأة كي تلتحق بالحقل لتساعد والديها، وفي الثانية عشرة من عمرها كتبتْ أولى أغانيها التي كانت تُغنيها بمصاحبة العزف على القيثارة.
قبل أن تبلغ العشرين سافرت إلى سانتاغوSantiagoحيثاشتغلت مغنية في الحانات والملاهي، فكانت تقدم أغانٍ من الفولكلور الشيلي وأخرى من إبداعها، تصوغها في أشعار وموسيقى شعبية.
في سنة 1937تعرفت على لويس ثِيريثيد LuisCernedaالذيكان يشتغل كعامل في السكة الحديدية، وقد أصبحا فيما بعد زوجين أنجبا: إيزابيل وأنخيلIsabel y Angelاللذين تابعا مسيرتها الفنية.
خلال السنوات التالية طافت مناطق كثيرة من الشيلي تغني في المسارح والملاهي.
في سنة 1948انفصلت نهائياً عن زوجها وتابعت رحلاتها داخل الشيلي، وفي السنة التالية تزوجت للمرة الثانية، ومن هذا الزواج أنجبت فتاتين: كارمن لويسا وروسيتا كلارا Carmen Luisa y Rosita Clara.
جابت مع ابنيها الكبيرين أرجاء البلاد تعمل في المسارح والسيركات، وفي سنة 1953 أخذ نجم نبوغها الحقيقي يتألق، فبعد أمسية غنائية في بيت الشاعر الكبير بابلو نيرودا Pablo Neruda(12/07/1904 – 23/09/1973) تعاقدت معها إذاعة الشيلي حيث كلَّفتها بإعداد سلسلة من البرامج، تلك التي دفعتْ بها إلى الصف الأول للفن الفولكلوي لبلدها الشيلي.
استمرت في عملها تجمع مقطوعات من الفولكلور الشيلي مستخدمة آلة تسجيل وقيثارة، تطوف الأماكن الأكثر خفاء وعمقا وثراء في ريف بلادها لتنقذ الفولكلور المنسي والمهمل لشعبها، تغني تآليف وأغانِ شعبية لمغنين قاربوا، أحيانا، مائة سنة.
في سنة 1954حصلت على جائزة “كابوليكانCaupolicàn” التي تُمنح سنويا لأفضل شخصياً اهتمت بالفولكلور واشتغلت عليه، وفي نفس السنة تَمَّ استدعاؤها إلى مهرجان الشباب الذي أقيم في بولينا، فطافت الاتحاد السوفياتي، ثم أقامتْ سنتين في باريس حيث سجَّلتْ هناك أولى أسطواناتها.
في سنة 1958عادت إلى سانتياغو وأخذت ترسم وتصنع السجاجيد، فانهالت عليها الدعوات من جميع أنحاء العالم لإقامة معارض وإحياء حفلات غنائية.
في سنة 1960تعرضت لِمرض عضال نشبَ مخالبه في جسمها فألزمها الفراش عدة شهور، فأخذت تتعلم صناعة الجنافيس، فاستقدمت لذلك الأساليب الفنية المتطورة إلى جانب الآلات. وفي نفس السنة تعرفت على جيلبيرت فابري Gilbert Favreالموسيقي السوسري الباحث والدارس للفولكلور في أمريكا الجنوبية فوقت في حبه.
في سنة 1961سافرت إلى عاصمة الأرجنتين بوينوس أيريس BuenosAires، ومن هناك طارت إلى أوروبا صحبة ابنيها الكبيرين حيث شاركت من جديد في مهرجان الشباب الذي احتضنته فينلانديا Finlandia، وجابت مرة أخرى الاتحاد السوفياتي، وعنه تحولت إلى ألْمانيا فإيطاليا ثم فرنسا حيث استقرت في باريس ثلاث سنوات غنَّت خلالها في “كانديلاريا Candelaria” و”لاسكالا L’Escal”، وطبعت مجموعة من أسطواناتها، كما أقامت عدة معارض لأعمالها، واحيت أمسيات غنائية في اليونيسكو وعلى “مسرح الأمم”
أما سنة 1964فكانت مشهودة في حياتها وفي مسيرة تاريخها الفنية، حيث عرضت في متحف “اللوفر” لوحاتها الزيتية وتطاريزها إلى جانب تماثيلها المصنوعة من الأسلاك، وقد كانت المرة الأولى التي يستقبل هذا المتحف فنانة من أمريكا الجنوبية لتقيم معرضاً شخصياً.
في يونيو 1965عادت إلى الشيلي وأقامتْ في ضاحية من ضواحي سانتاغو بخيمة كبيرة، نوع من خيام السيرك، أطلقتْ عليها “خيمة الْملكة”، وجعلتْ منها مركزا للثقافة الفولكلورية.
سافرت سنة 1966إلى بوليفيا Boliviaحيث غنَّت مع جيلبيرت فابري الموسيقي السويسري، وعادت معه إلى الشيلي، ولَما كانتْ قد تَعَمَّدتْ في نيران الأسفار المقدسة، فإنها حملت أمتعتها وطافت، من جديد، البلاد مغنية في المسارح.
ألفت آخر أغانيها وسجلتها في “لونك -بلاي long- play” بمصاحبة ابنيها والموسيقي الأوروغايي ألبيرتو ثابيكان Alberto Zapicàn.
في الخامس من أبريل 1967، وفي خيمة الملكة انتحرت، وبعد هذا الحادث بثلاث سنوات، وبفضل أخيها نيكانور Nicanor، نشر ديوانها “عشريات Décimas” الذي تروي فيه كيف عاشت طفولة تعسة شقية، لقد أُصيبت بمرض الجدري الذي أفقدها جمالها حتى لقبها أهل قريتها ب”الهوسجة”، وكيف، كأُمٍّ، يعود ابنها مخمورا، وكيف كانت أحيانا يدفعها الجوع إلى السرقة والاختلاس لتسدَّ رَمقَها، كما تحكي في هذا الديوان قصة زواجها الأول حيث عانت خلال عشر سنواتٍ كلَّ صًنوفِ العذاب، فقد كانت حياتها مع هذا الزوج كأنها تعيش في الجحيم، إلى جانب حبها العنيف الفاشل لرجل يصغرها سِنّاً هو المغني السويسري الذي لم يبادلها الحب بل هجرها وهي في مستنقع اليأس المحموم لا ترى أمامها أي مستقبل .
القصيدة:
أُريدُ أَنْ يكونَ لي وَلدٌ
مُتأَلِّقٌ كَقَرَنفَلة،
وكالريحِ خفيفٌ،
لأُسمِّيه مَانْويل،
وأُكنِّيه رُدْرِيغِيثْ
ويكونُ فَخِرُنا الأَحَب.
طِفلاً أُعلٍّمُه ما العمل
حين نَبيعُ الوطن
كما لوْ كانَ إِبرَة ،
أُريد ابناً ثائراً
يعرِفُ كيفَ يَحميه .
يوجدُ الآن حولَ عُنقِ الوطَن
حبلُ الشَّيطان،
لا أحد يَحميه
لا العامل ولا الجَبَليُّ:
هنا جنودٌ كُثُرٌ،
لكن لا أحد كمانويل .
أيها الأخ،
اخرُجِ من القبر
فقد حانَتْ لحظَةُ القتال،
وإلا فإنَّ رايَتَكَ
ستُدفَن في الـُّرْج،
لأنَّ بين هذي الْملايينِ الثَّمانيَة
لا خُبـزَ يُقتَسم.
عندي آمالٌ
من أن يُلدُ ابني
وفي يَدهِ سيفٌ
وفي صدرِه قَلبُ مانويل
لِيُعلِّمَ الجَبانَ
كيفَ يكونُ الحبُّ واستجاباتُه .
تَنسابُ دموعي
وأنا أُفكِّرُ في الثائر
كانَ يجب أن يوجدُ
كمانويل ردريغيث خمسمائة
لكن لا يوجد الآن
أحد يَعدِله .
أُكـِّرُ وأعود أقول
يابرعمُ إكليل الجبل
قتَلتهُ الكلابُ الضَّعيفَة
لكنَّها أبداً
لنْ تَقتُلَهُ في فِكري .
= تتناول فيولطا بارا في هذه الأغنية شخصية الثائر الشعبي”مانويل رُدريغيثْ ManuelRodriguez” (1785/1816) الذي وهب حياته في سبيل استقلال بلاده الشيلي، وقد أُعدم إثر وشاية. غناه الكثير من شعراء الشيلي، وخاصة الشاعر الكبير بابلو نيرودا PabloNeruda(1904/1973) الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1971، في ديوانه “النشيد العام CantoGeneral” – الجزء الأول، صفحة 109.
HACE FALTA UN GUERRILLERO
Quisiera tener un hijo
brillante como un clavel,
ligero como los vientos,
para llamarlo Manuel
y apellidarlo Rodríguez,
el más preciado laurel.
De niño le enseñaría
lo que se tiene que hacer
cuando nos venden la Patria
como si fuera alfiler.
Quiero un hijo guerrillero
que la sepa defender.
La Patria ya tiene al cuello
la soga de Lucifer;
no hay alma que la defienda,
ni obrero ni montañés.
Soldados hay por montones,
ninguno como Manuel.
Levántese de la tumba,
hermano, que hay que pelear,
o la de no, su bandera
se la van a tramitar
que en estos ocho millones,
no hay un pan que rebanar.
Me abrigan las esperanzas
que mi hijo habrá de nacer
con una espada en la mano
y el corazón de Manuel,
para enseñarle al cobarde
a amar y corresponder.
Las lágrimas se me caen
pensando en el Guerrillero:
como fue Manuel Rodríguez
debieran haber quinientos,
pero no hay ni uno que valga
la pena en este momento.
Repito y vuelvo a decir,
cogollito de romero:
perros débiles mataron
a traición al Guerrillero,
pero no podrán matarlo
عذراً التعليقات مغلقة