1
صفصافة مقوسة الظهر
فوزية عبدلاوي
شاعرة من المغرب
الوطن
ستارة بلون الخريف
تحجب ربيعا
فنجان قهوة بطعم المحيط
وأصابع تحوك جريدة
من صمغ ولوعة
الوطن
صفصافة مقوسة الظهر
دون عكازة
تذكرة سفر
لظلً يهرب من جنح قصيدة
ليلحق آخر ريح
الوطن
يولد كبيرا
– وضد قانون التطور-
يصغر
يصير حبًة حنطة
في منقار ديك
أثر خدش قديم
على خدَ الموج
والبحر بلا ذاكرة
الوطن
شفرة بحدٌين
هي السرير
والوسادة
لأطياف راحلة على طوف
تنفض الصوامع
والتمائم
وخطبة ابن زياد
عن جلدها
وتلوَح للفنارات بالجراح
الوطن
قميص عثمان
معلًق على مداخل الحروف
يتوعًد القلم والحبر
بشعرة معاوية/ المقصلة
الوطن
شحًاذ مقيم في المدافن
يتلو التعاويذ
بأنفاس مخمورة
في انتظار ليلة قدر
يشهد فيها قيَامة الملائكة
ونشور الشهداء
لينصب آخر محكمة…
هل تذكر البحر؟
كان بيتنا الأول
2
أنثى في وطن جهلستان
وحيدة تحت الفراشات
وفوق الشمس
تحوك الأنثى ألوان قصائد رديئة
تفلَي قمل رؤوس الحداثيين
تتمدًدُ سريرا لعنترة
وتخضَب بالحناء المقدسة لحى السلفيين
أنثى شاحبة دون مؤخرة تدعك خطبة
في سوق عكاظ
دون خمار يلهي عن الصلاة ناسكا متعبَدا
تغري خنثى بالردًة نحو الشوارب
هي ملتزمة جدًا بمواعيدها مع جرًاح التجميل
تنبت خدودا لترقص الدموع على تلَها
تضع عدسات خضرا
كي ترى الخريف ربيعا
تطلي الكلمات بأحمر شفاه
فيقبَلها بشبق الكتبة والشعراء
للكلمات بريق في دواليب الأدب
تكتب بالجسد
لأن الأقلام انتعظت
وثارت على كلَ فتاوى العادة السرَية
الجحيم: أنثى وعروبة
*هيفاء* أعلت مقاييس الفتنة
**نوال السعداوي* بشيبها العازف لنوتات الجاز
خصت الذكورة
و*أحلام مستغانمي* تعادي القذف السريع
والحبًة الزرقاء
فماذا يتبقًى مع امرأة عربيًة جدَا
غير النوًاح في مواكب مآتم الورق؟
البله ديبلوماسية لا تخيب
في عصور القيًان والعبيد
وموشحات غلمان يتقرطقون لسلاطين أبي نواس
يغمزون لجسد المعرًي المحترق
في لهب *رسالة الغفران*
وعلى شفا شعرة معاويًة
أرقصي مع بجعات البحيرات الآسنة
أرسمي قلوبا وأزهارا لمقابر مؤنثة
يكفيك أن تكوني جميلة
على أرض جهلستان….
قصيدة خاصة لصحيفة قريش- ملحق ثقافات وآداب- لندن
عذراً التعليقات مغلقة