في الشَّرق
ليزا خضر
شاعرة من سورية
هنا أيضاً يقتنون أعواد الثقاب
ليشيروا بها إلى النجوم
تاركين أحلامهم تبرد
هنا تماماً
في الشرق
حيث للظلال أقنعةٌ ومقاساتٌ قمرية
وللأسوار أعناقٌ تطلّ على السجون
هنا تماماً
في الشرق
يتأبط المسافر الطريقَ
كالأمتعة المصابةِ بالغبار
يحملُ البلدَ معه في زجاجةٍ زرقاء
يزيلُ عنها الحنين
ويتعرَّقُ الروائحَ الأليفة
في غربةِ الجهاتِ عنه
تاركاً كلَّ النوافذِ يدخلُ منها عشبٌ
بأغلالٍ على الخضرة
عشبٌ قادمٌ
من الشرق
**
وفي الشرقِ تجيء المليحة
يرفلُ خداها بحمرة التنور
يقول لها جوعُه :
أقرئيني عينيكِ
شهدَ الكلامِ
دعيني ألملمْ نُدَفَ الصوتِ
وأجمعْها كمناخٍ أمثل
يقول لها عطشُه:
يا المطريّةُ
انثري بيادرك في رجولتي
فهنا تماماً
في الشرق
يقتنونَ الشفاه لقراءةِ طالعِ القمحِ
ويعتنقونَه كصك حماية من الجوع
قشّرَ الجوزَ عن لونِ شفتيها
وحشرَ أبجديةً ناصعة السلامِ
في عينيها
فأهدتهُ وردة غاردينيا
وقصيدة
**
هنا تماماً
في الشرق
يُرَنُّ الرمّانُ لا للطرب
بل كي تخرجَ منه الأساطير
يُساقُ الجنودُ لا للحربِ
بل كي نَعُدَّ معاً قبل النومِ
أرجلاً مقطوعة
……………….
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة