نستفزُّ الموت
– إلى أيمن –
عائشة بلحاج
شاعرة من المغرب
تصعدُ الأَدراج بخفّة الطّيف
وتقفُ خلفَ الباب.
أتمهّلُ في فتحهِ،
أخبّئُ صوت الأصابع التي
تقبّل البابَ في قلبي
لأقاوم الصّمت الذي يئنُّ منه، وأنت لا تطرقه.
أغيّر طريقي إليك
من النّزول إلى الطّابقِ الأول
إلى صعود المقبرة، ويقعُ قلبي عند قدميك.
بدل السّرير أقفُ في مواجهة القبر الصّغير المتواري
خلف صفّ الأعشاب الرّبيعية.
ألا تكون في الغرفة التي تحت
ولا يصلني صوتُك.
أن أفكّر في البرد الذي تشعرُ به عظامك الصّغيرة.
أن تحتفظَ شفتاي بحياد الوَجنة في قبلة الوداع.
الوَجنة المحمرّة التي كانت تدفئها
وهي تغمرك بالقُبل .
ألا تمتدّ اليدُ الصّغيرة خلف عنقي
ولا تمسكُ بي
وأنا أقنع نفسي أنّه كابوس
سنقفزُ منه عند العدّ إلى عشرة.
ثمّ تجلس بجانبي وأنا
أُخرج الكَلام من فمك
كلمة
كلمة
لنستفزّ الموت.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة