لا تَنْظُرْ خَلْفَكَ
مصطفى العباسي
شاعر من المغرب
ارحلْ.. لا وطن لكَ
غَادِرْ إنْ أَحْبَبْتَ..
وامْسَحْ اسْمَكَ من عَلى الرِّمالِ
فَلَسْتَ سِوى رقْم تَائِه،
اتْرُكْ خَلفَك هذا الوطنَ الْجريحَ
لا هواء لكَ فيهِ
لا أرْض لا بَحر.
فقطْ ، كلماتٌ جافَّةٌ و وعُودٌ
غَادِرْ إنْ أَحْبَبْتَ
ارْكَبِ الْقَوَارِب والْحَق بِطَارقٍ..
لا تُلْقِ خُطَبًا
ولا تَحْلُمْ بفتْحٍ مَزْعُومٍ
لَكنْ..
احْرِقْ قَوَارِبكَ ، في أوَّلِ يَابِسَةٍ تُصَادِفُكَ.
لا تَتْرُكْ قَاربًا واحِدًا لِلعودةِ..
فالعَودةُ جُبنٌ
والرَّحِيلُ حُلْمٌ،
اكْتُبْ حُلْمَكَ على الرِّمَالْ..
لِتَمْحُوهُ الرِّيَاحُ فَجْرًا
حينَ تَرْحَلُ في لَيْلٍ مُظْلِمٍ.
لا تَنْظُرْ خَلْفَكَ
حتى لا تتذكَّر طَريقَ الْعَوْدَةِ.
لا أَرْضَ لكَ.. لا هَواء .. لا بحر ،
فَقطْ أَحْلاَم ووُعُودٌ لا تُنْسَى.
حينمَا تَصِلُ،
احْرِقْ كُلَّ الْقَوَارِبِ
ولا تَتْرُكْ ولا واحِدًا لِلْعَوْدَةِ
وامْسَحْ آثارَ أقدَامِكَ
حتى لا تتذَكَّرَ الطَّريقَ…
فَطُرُقَاتُ الْوطَنِ مُغْلقَةٌ أو مُحَفَّرةْ..
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة