في موسِم المِشمشْ
هند زيتوني
شاعرة من سورية
مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية
في موسم المشمش ،
خبأتُ أربعيني الذي رحل مُنذ عناقين….
وترك حفنة من الكرز على شفاهي.
فاكهة الحب تتكاثر في دمي ،
وأنا لم أجد أحداً يجيد أغنية التفاح لأمنحه كل سلال الأرجوان .
خبأت سفرجلة عشقي القديمة ،
كلما أعضُ على خدها الأيمن أغصّ بقبلة لم تنضج بعد ،
في موسم المشمش أخبئ كل ياسميني،
لأنني أخاف أن أصبح وردة بلا عطر أو شاعرة بلا قصائد ؛
فيجّف نهر أنوثتي وأنا أنثى تحمل كل ثمار المواسم .
لغتي الشهية التي أودعتها
في قلبِ شجرة كانت تحضنني في الشتاء ،
عندما تفقد أوراق عمرها ،
تذرف دمعة كلما كتبت قصيدة ،
وتغار من حبيب يرسم بأصابعه خريطة على جسدي
ليتقن فن الدخول إلى قلبي بلا مشقّة .
في موسم المشمش أهداني ذلك الغريب قلبه
وقد وضعه في – مزهرية الحب ـ من أوّل نظرة
وأنا سقيته بماء الاشتياق لأتسكع أنا ودموعه على الطريق الحزين ..
الرجل الذي أحببته في موسم الأغاني ـ توسّد قلبي بكامل أناقته ،
رسمَ ظلاله على الورق ، عندما غابت جنية الشعر ..
كان عارياً من الحزن والخوف ،
نحت في ذاكرتي كل سحر عينيه ،
كان فقيراً لا يملك إلاّ عناقاً وقبلة
وأنا أملك كنوز اللغة ،
سأمنحه قليلاً من سكّر الكلام ..
لنتحدث عن اشتعال المعاني، إذا التقينا عند دالية الحلم .
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة