قصيدتان
تورية بدوي
شاعرة من المغرب
يرقصُ كذئبٍ مع حملٍ
أتخيَّلُ قلبِي
دفترًا كبيرَا وضخما
نبتت فيه حروف كأشجَار كثيفةٍ وعالية
كُلَّما أصيب نبضه
يمزِّقُ ورقة تلو الأخرى
يكتبُ عليها كلَّ الأحلام المجهضة
والرغبات الضائعة
والنبضات الزائفة
يجتثها كحطاب قديم
خَبِر اقتلاع الغابات
كلما سقطت شجرة
يعزف لحن الجنائز
ويرقص كذئب مع حمل وديع
وحده عازف التشيلو
كان يراقص الأشجارَ الحزينةَ بصدق
يرسم ابتساماتٍ على الشفاه اليابسة
يمتطي صهوةَ الوهم
يمضي سريعاً نحو السماء
يعانق الغيمات اليتيمة
والأحزانَ الشاهقة!
خيبـــــــَـــاتٌ
الخيباتُ أن تَنْطِقَ أنثى غيري…إسمك
وأن أظل بلا اسم يردده نبضي
الخيبات
أن تقول لي أمِّي:
لاتعشقي شاعرًا
سيجعلك غاوية
فالشعراء يتبعهم الغاوون
ومع ذلك كان عذري
أنِّي أعشقك
لكن كُلَّما قرأتُ قصيدة لك
علمت أنَّها لامرأة غَيْري
الخيباتُ
أن تكتب حُبا لغيري
وتبقى قصائدي بلا رُوح
وأن تتساوى أنت والوطن
في كلِّ جراحي الدفينة
الخيباتُ
أن يبقى قلبي مشاء
رغم كلّ خيباته
وألا يكون منك سوى نبضي
والغياب وهسيس ليل يوهمني بالقدوم
ليختصر مساحات حزن يمتد داخلي
الخيبات
أن يكتبني الصمت أحرفا متشظية
كَلَاَفا بركانية متمردة،
وحده والحزن من يشعراني بلذة الحياة
هل مازلت أعشقك كما التقينا أول مرة،
كما خفق النبض وانتشينا بجنوننا ؟؟!
هل كنت مجرد عاشق بئيس أم نبي متمرد؟
هل كنت أنا مجرد عاشقة يائسة أم قديسة تقية؟
لم تكن عظيما في عشقك لي،
كان عليك فقط
أن تعشقني كما تعشق الجبال الشموخ
أن تعشقني كما تعشق أمواج البحر المدى
أن تعشقني كما يعشق النبت المطر
وكما تعشق جذور الأشجار،عمق الثرى
وأن أكون في قلبك أساوي كل النساء
وأن تقول لي:
أنت
لست
كباقي
النساء!
لكنك كنت أنت من خنت جراتك
فصرتَ كبندقية قنص منزوعة الخراطيش
وأصبحت أنا كأرض عربية متشرذمة،
أحاول جمع شتات خَلّفه ظل أخصوا رجولته.
قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة