لمن تضحك السماء في آخر الليل .. قصيدة للشاعر المغربي رضوان بن شيكار

21 يناير 2020
لمن تضحك السماء في آخر الليل .. قصيدة للشاعر المغربي رضوان بن شيكار

كمَن يتلصص من ثقوب الجدران

رضوان بن شيكار


تبدو المدينة من أول وهلة
مهجورة ،
خاوية على عروشها
كأنها فرّت من غزو جارف.
وحده جارنا القديم 
المفلس،
بائع العصافير الهارب
من الجندية الاسبانية،
جالس على عتبة دكانه
يتشمّس تحت سماء دانية
وغيم شفيف،
بعد ان تنكّرت له كل المهربات
وخسر كل الرهانات
على خيول معطوبة.
في الميناء الصغير
البحار العجور مايزال
في كوخه يخيط الشباك 
صامتا ،
يعصر ماتبقّى من عمر
انهكه شظف الوقت،
يترقب عودة الصيادين
ليطعم قططه الكثيرة
المتحلقة حوله كتلاميذة 
نجباء.
بمحاذاة مقهى كلوب(1 )
الرابض امام مدخل المدينة
كحارس آمين،
تعلو صيحات اسراب النوارس
الجامحة لتعيد للمكان ضوضائه
وفوضاه المنكه برائحة التشوروس
والشاي المنعنع،
مارتشيكا(2 ) تضحك للسماء
والسماء يغني لمارتشيكا
عشق سرمدي تشهد لهفته
الناظور(3 ) كل حين،
وقوس قزح كعروسة
 مزهوة بالوانها
 ترقص بغنج
على صفحة الماء،
 وتصفّف شعرها وتنثره
في آخر الليل
للاقاصي،
مارتشيكا تضحك للسماء
والسماء يغني لمارتشيكا.

شاعر من المغرب

1:مقهى ومعلمة اثرية
2:بحيرة في مدينة الناظور
3:مسقط رأس الشاعر

====================================================

قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com