نـَـصٌّ لاسْـتـعـادة الأمـَـل..
محمد شاكر
شاعر من المغرب
الذكرياتُ اليائسة،
أطوِّحُ بها في سلـَّة النـِّسيان.
عـَمَّرتْ طويلا في أدْراج الرُّوح؛
وأنا أقـَلـِّب أوراقـَها الصَّفراء،
على ضوْء فانوس أحْزان ، فاقـِع اللــوْن ِ.
أنـْفـُض ما قـَرضتـْه الأيامُ،
مِن هـَشـيمِ العـمـْر،
في لـيـل السَّغـَب الطـَّويـل.
الذكريات اليائسة ، لم تعـُد تـَحجـُب عـَنِّي،
ضوءَ الأمـَل العـَريض،
مَرسوما على جَبهـَة الأفـق؛
على شكـْل هـِلال ٍ شَهـِيٍّ ،
يُسيـلُ لـُعابَ الطفـل ِ،
ذاتَ بـَراءة ٍ في الخَـيال ِ.
لا أريدُ أنْ أخسرَ فـُرصَ الحـَياة في جَلسة مَع الحَسرات؛
وذِكريات ٍ يائـِسة،
تـُغطي على إيقاع الفـَرح الجَميل.
في سَهرة النبض ِ
وثـَمالة القـلـب ِ.
العُمـر قـَصيـر ، مَحسوبأً على أصابع الحُلم.
وعليَّ أن أحـفـِرأثـَري.،
بإزميل الصَّبـر؛
في طريق، بهِ، تـَنـْعـَرج الآمالُ،
يـَميـنَ الذكرى،
حَـدَّ الهُـبوط في غـَور ِالكميـن؛
ويَسارَ مـُقـبـل ِ غــائـم ٍ،
تـَكـْنـِسهُ ريـحُ العـُبور.
ولا يَبقى للعابـِرين مِن بَعْدي،
غـيـْر يـَباب مَجهول الـمَسير.
أسْتعـيـن على فـَزع الغابة بـِشـَدْو الرُّوح،
وزقـْزقـة القـلـب.
أسَوِّي ما تـَنـاثـَر مِن ريـشـي،
في ارتطاماتِ ، وكــسورْ؛
لـتـَكون المَمرّات عامِـرة،
بـِما يـُؤنس وحـْشة المَواسـِم الـعـَجـْفاء؛
بسرب ِ اسـْتـِعـارات،
ونـَجـْوى بـَريـق .
فـَما أوْحش الغابـة في غِـياب العـُصفور،
وخـَرسِ الغـِناء.
كأنـَّك تـَسْعى في دارِس الـمـَسـَرّاتِ ؛
ونـَزيـفِ كـَلام مـَجـْدوع اللـسـانْ.
الذكرياتُ اليائـِسة..
أطـوِّحُ بها في مَهبٍّ النـِّسيانٍ؛
مَهـيـضَة الجـَناح؛
ولا أطـَوِّح بي.
ما دام لي ريـشٌ من أمـَلٍ،
مـَجـْبـول ٍ عـلى الـتـَّحـلـيـق؛ِ
ورفـيـفُ احـْتـِمالٍ.
أسـْبـحُ في مـَلـكوتِ اللـه،
كأيِّ عـُصفورٍ، بـِشـَدو ٍ فـَصيـح؛
يـُنـَبـِّه غـَفـْوة الـقـَلـب الجـَريح ِ.
يـُفـِردُ أحـْلامَهُ الشَّماءْ،
في زرقةِ هذي الحياة.
المغرب
ماي 2019
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة